في إطار جولته الرعوية بإيبارشية وسط أوروبا، أجرى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عددًا من اللقاءات الإعلامية اليوم الاثنين مع وسائل إعلام صربية، عبّر خلالها عن سعادته بزيارة صربيا، مؤكدًا على عمق المحبة والتعاون بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الصربية الأرثوذكسية.
وفي تصريحاته لقناة RTS الرسمية، ووكالة TANJUG، وقناة HRAM الدينية، أشار البابا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها بابا الإسكندرية ببطريرك صربيا، مشيدًا بجو المحبة الذي ساد اللقاء، وبالأيقونات والروحانية التي تميز كنيسة القديس ساڤا، حيث شارك البابا في قداس أُقيم بها.
وأكد البابا تمسك الكنيسة القبطية بتقويمها القبطي الذي يعود إلى أكثر من ألفَي عام، قائلاً: "ليست لدينا نية لتغيير التقويم، لأنه تقويمنا منذ ألفين من السنين، عمر كنيستنا القبطية". كما شدد على ضرورة أن يكون للكنائس الأرثوذكسية صوت واحد في مواجهة التحديات الكبرى مثل الإلحاد والقضايا الأخلاقية، داعيًا إلى مزيد من الحوار والتواصل بين الكنائس.
وتحدث قداسته عن أبرز التحديات التي تواجه الكنيسة في العصر الحديث، ومنها الفقر، وضعف التعليم، وتأثير العالم الافتراضي على الشباب، مؤكدًا أن الكنيسة تسعى ليكون لكل بيت مسيحي "إنجيل، وخدمة، ومكان للعبادة وممارسة الأسرار المقدسة".
واستعرض البابا تواضروس في تصريحاته التاريخ العريق للكنيسة القبطية التي تأسست على يد القديس مار مرقس، مشيرًا إلى أنها تضم الآن ما يقرب من ١٥ مليون قبطي في مصر، و٣ ملايين في المهجر موزعين على نحو ١٠٠ دولة، وللكنيسة ٥٠٠ كنيسة خارج مصر، و٦٠ ديرًا بين الرهبان والراهبات داخلها.
كما نوّه إلى حرية العقيدة التي ينعم بها الأقباط في مصر، مشيدًا بالدور الوطني للدولة المصرية في ترسيخ قيم المواطنة، خاصة بعد ثورة ٣٠ يونيو، مضيفًا أن "الرئيس السيسي شيد أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط، وأصبح أول رئيس مصري يزور قداس عيد الميلاد".
وفي ختام تصريحاته، وجّه البابا الشكر للكنيسة الصربية وللبطريرك على حفاوة الاستقبال، معتبرًا أن هذه الزيارة تمثل جسرًا من المحبة بين الكنيستين، وفرصة لتعزيز السلام والتعاون، قائلًا: "نؤمن أن المحبة لا تسقط أبدًا".