24 - 04 - 2024

"الباعة الجائلون" من طابور خامس إلى أزمة متفجرة

نقيب الباعة: نرفض النقل للترجمان والموافقون غير مسجلين

عدلى: الحكومة تحول الباعة لبلطجية ومجرمين

انتقد كثير من الخبراء قرار الحكومة بنقل الباعة الجائلين من منطقة وسط القاهرة إلى جراج ترجمان، مؤكدين أنه قرار فاشل ويسوده الاستهتار لتقليل رزقهم والمساهمة فى اتساع دائرة البطالة، مطالبين باتخاذ خطوات سريعة لحل المشكلة حتى لا يتحول الأمر إلى كارثة، بينما أشاد به آخرون، لمساهمته فى حل الأزمة المرورية والتيسير على المواطنين.

واعتقد البعض الآخر أن قرار الحكومة بمحاربة الباعة الجائلين ووضعهم بمكان مخصص يؤدى لتحول بعضهم للاستياء من الحكومة والوقوف مع المتظاهرين ضدها، بعد أن كان أغلبهم يساعد رجال الأمن فى مواجهة المحتجين والإبلاغ عن أماكن تجمعهم وفضها.

قال عاصم عابدين، القيادى الناصرى إن ظاهرة الباعة الجائلين زادت خلال الثلاث سنوات الماضية، نتيجة الانفلات الأمنى وغياب فرص العمل وعدم الحد من ظاهرة البطالة.

وأضاف عابدين  لـ"المشهد" أن وجود الباعة الجائلين بوسط البلد يعتبر قنبلة موقوتة، ويؤثر سلبيا وبشكل قوى على حياة المصريين فى الوقت الحالى، مشيرا إلى أن الوضع وصل إلى عدم وجود مكان لسير السيارات، بالإضافة إلى أنهم يستخدمون تكتلهم ضد المواطنين، حتى تطور الوضع وأصبحوا يرهبون الدولة والحكومة.

وتابع القيادى الناصرى أن ما اتخذته الدولة تجاه الوضع ونقلهم لأماكن مخصصة يعتبر من القرارات الصائبة، حتى لو لم توفر لهم مايحتاجونه من مرتبات، مشيرا إلى أن الوضع لا يمكن أن يتحمل وتظل الدولة فى عشوائيات مطلقة، ولكن من الناحية الأخرى يجب أن تضعهم الحكومة تحت مظلة التأمينات بعد حصرهم.

ورفض أغلب الباعة الجائلين الأماكن الجديدة التى خصصتها لهم الدولة، موضحين أنها غير مناسبة مع أوضاعهم، وصغيرة المساحة، واصفين قرار نقلهم بالفاشل، مطالبين بتقنين أوضاعهم أو بناء "مولات تجارية" للحد من الأزمة.

وقال عبدالرحمن محمد، الأمين العام لنقابة الباعة الجائلين، إن هناك حالة من الاستهتار والاستهانة فى التعامل مع الباعة الجائلين من قبل الدولة، مشيرا إلى أن البائع الجائل شخص محترم وجميعهم مؤهلات متوسطة وعالية.

وأضاف عبدالرحمن لـ"المشهد" أن نقل الباعة من وسط القاهرة إلى جراج الترجمان سيضر بهم وسيؤدى إلى خسائر مادية للبائعين، موضحا أن اختيار المكان الجديد جاء من قبل محافظ القاهرة دون عرضه عليهم، موضحا أن قرار النقل غير مدروس وفاشل.

وأشار إلى أن جراج الترجمان غير ملائم لنا وبه أخطاء فنية تحتاج لإعادة نظر، موضحا أن هناك معلومات خاطئة يصدرها محافظ القاهرة للإعلام، وأن الباعة الحقيقيين المقدر عددهم بـ 1750 بائعا فى وسط القاهرة، رفض معظمهم الانتقال إلى المقر الموحد بالترجمان باعتبار أن المكان غير صالح لعمليات البيع والشراء، وأنه محاولة من الدولة للتخلص منهم دون إتاحة فرصة حقيقية للرزق، لافتا إلى أن الأعداد التى توافدت على مقر جراج الترجمان أغلبهم غير مسجلين بكشوف النقابة ومحافظة القاهرة.

فيما ترى الدكتورة غادة بشر استاذ الاقتصاد بالأكاديمية البحرية أن التعامل مع قضية الباعة الجائلين يجب أن يكون بحذر لأنهم جزء لا يتجزء من الاقتصاد المصرى القطاع الغير رسمى الذى يعتبر مصدر للعمالة ويفتح بيوت كثيرة من الأسر المصرية .

 وأضافت فى تصريحات لـ"المشهد" أنه  يجب تنظيم اقتصاد هؤلاء الباعة الجائلين والاستفادة من جهودهم فى تعظيم حجم التجارة الداخلية ومنحهم الترخيصات اللازمة فبدلا من أن نذهب إلى مكان ما لنشترى مانحتاجه سنجد من يأتى بها الينا ولكن لابد من تنظيم عمل هؤلاء الباعة ووضعهم تحت رقابة حتى لايتسببوا فى اختلاق مشاكل من خلال بيع بضاعة فاسدة أو غير مطابقة للمواصفات وهذا التنظيم سيعود بالفائدة على الاقتصاد المصرى بارتفاع اسهمه والباعة الجائلين بتوفير فرصة عمل لهم تمكنهم من العيش حياة كريمة خاصة انهم من الفئات المهمشة فى المجتمع والتى تعيش على خط الفقر.

وشكك البائعون فى نوايا الحكومة بمحاولة طمئنتهم، والتأكيد على أنه سيتم نقلهم إلى مناطق أفضل والتحسين من أحوالهم حيث يقول محمد حسنين "بائع أحذية" القرار ليس الأول من نوعه، وكثيرا ما سمعنا قرارات على شاكلتها من قبل، وفى كل مرة تجمع نقابة الباعة الجائلين بياناتنا لتوفير أماكن أفضل بديلة لنا، وفى النهاية لا يتغير شىء.

وأوضح وحيد عبد المجيد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن مشكلة الباعة الجائلين، نتجت عن تراكم سنوات وعقود طويلة من الظلم لهم، مشيرا إلى أنه لا يمكن حل المشكلة مرة واحدة كما تعالج بالشكل الحالى.

##

وأردف عبد المجيد أن الوضع يحتاج إلى حل تدريجى وجدول زمنى، على مدى ثلاث سنوات من خلال توفير أماكن مناسبة للباعة الجائلين مشيرا إلى أن الباعة لم يلجئوا إلى هذا التمرد إلا بعد الظلم المستمر الذى يتعرضون إليه مرارا وتكرارا.

وأكد صلاح عدلى، القيادى بالحزب الشيوعى، أن الوضع السىء بشأن الباعة الجائلين، لا يمكن أن يظل هكذا، ولايمكن أن يستمر بهذه الطريقة، مشيرا إلى ضرورة وجود حل سريع وحاسم حتى ينتهى الوضع بشكل سليم ولا يتكرر مرة أخرى.

وأوضح عدلى، أنه لا يمكن للباعة الجائلين أن يحتلوا الشوارع ويتم إغلاقها أمام حركة المرور والسيارات بالشكل الموجود، بجميع المحافظات وخاصة فى القاهرة المزدحمة، مشيرا إلى أن الحكومة ملزمة بتوفير أماكن ملائمة ومناسبة لهؤلاء الباعة، حتى لا يتحولون إلى مجموعة من البلطجية والمجرمين.

وأشار القيادى بالحزب الشيوعى إلى أن المشكلة جاءت نتاج لعدم حل مشكلة البطالة، وعدم توفير فرص عمل للعاطلين، وغيرها من المشاكل التى انتشرت فى عهد مبارك، والتى جعلت الباعة الجائلين يعملون ضد الدولة ويعيقون الكثير.

##






اعلان