ساعات وتبدأ نقابة الصحفيين انتخابات باتت في السنوات الأخيرة تمثل إلهاما للوطن، وتفتح باب حلم بالديمقراطية. المعركة الانتخابية هذه المرة تحظى بشراسة غير معهودة في قلعة الحريات، واهتمام ربما يكون مبالغا فيه من أجهزة الدولة، ففي غيبة الشفافية والمنافسة المتكافئة في الانتخابات النيابية، ارتقت نقابة الصحفيين لتصبح ترموترَ يمكن عبره قياس الرأي العام، وفي أي اتجاه يسير ، هل هو مع خيارات السلطة أم يميل للتمرد علي هذه الخيارات واختيار مرشحين ليسوا على هواها؟
انتخابات نقابة الصحفيين تجري بين متنافسين متكافئين، ويتوقع أن تشهد الجمعية العمومية ظهر اليوم حشدا غير مسبوق، فالنقيب الحالي خالد البلشي يقف على قدمين ثابتتين، خيب كل الظنون والهواجس التي كانت سلاحا انتخابيا ضده في الدورة السابقة، فلم يقد الكيان النقابي العريق إلى صدام مع الدولة، كما روج خصومه، بل بنى الجسور مع السلطة وأقام علاقة ندية معها، ورمم الجسد النقابي، فعادت النقابة بيتا لكل الصحفيين، يحتوي البلشي الجميع ويسعى في حل مشاكلهم، المختلف معه منهم قبل المؤيد والضعيف قبل القوي وصاحب الصوت الخافت قبل المسموع.
ينافسه عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة الأهرام السابق وعضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام – حاليا – متسلحا برصيد نقابي ليس بسيطا، فهو نقيب سابق للصحفيين في دورة 2017-2019 وعضو مجلس في فترات سبقت، إضافة إلى وعود بقطع أراض وشقق سكنية ورفع لم يحدده برفع فيمة بدل التكنولوجيا الذي يمثل عصب حياة لأغلب الصحفيين، وإن كانت السلطة أكدت مرارا أنها لا تمنح أشخاص المرشحين شيئا للتأثير على العملية الانتخابية وأنها تتعامل مع الكيان النقابي الذي يحظى بأهمية قصوى، أيا كان الفائز بالانتخابات.
يساند سلامة تعليمات لرؤساء تحرير الصحف شبه الحكومية والتي تدور في فلك السلطة بضرورة الحشد ، وإلا فإن مقاعدهم ستكون في مهب الريح، لدرجة أن بعضهم طالب المحررين بتصوير ورقة التصويت، وهذا ما منعته اللجنة النقابية المشرفة على الانتخابات، بينما يساند البلشي تيار الاستقلال والصحفيون الذين يحسون أن نقابتهم عادت إليهم خلال العامين الماضيين.
هذا التيار لاينافس فقط على مقعد النقيب وإنما على نصف مقاعد المجلس – الذي يجدد نصفه كل عامين – وفرسان رهانه محمد سعدعبدالحفيظ مدير تحرير الشروق وكيل النقابة الحالي وعمرو بدر رئيس لجنة الحريات في دورة سابقة، وإيمان عوف وفيولا فهمي (المال) وشيرين العقاد (الكرامة) وبالقرب منهم وإن كان ليس محسوبا على تيار الاستقلال إسلام أبا زيد.
يواجه هذا الفريق – وأغلبه من الشباب – فريق من المخضرمين ، المقربين من السلطة، حسين الزناتي رئيس تحرير علاء الدين الصادرة عن الأهرام وهو شخصية تحظى بمصداقية وعلاقات طيبة مع الجميع، وأيمن عبدالمجيد رئيس تحرير روز اليوسف وسكرتير عام النقابة في وقت سابق، ومحمد شبانة عضو مجلس الشيوخ ورئيس تحرير الأهرام الرياضي وهو المثير للجدل ، الذي استغل إعادة افتتاح النادي النهري في دعايته الانتخابية بطريقة أغضبت البعض، وصالح الصالحي عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام سابقا، ودعاء النجار رئيسة لجنة المرأة بالنقابة ويمكن أن نضيف إليهم محمد السيد الشاذلي، وهو شاب نشط ودؤوب من فريق تحرير اليوم السابع.
غير المحسوبين على أي من التيارين أيضا شخصيات لها ثقلها، محمد خراجة أمين صندوق نقابة الصحفيين وحماد الرمحي رئيس صندوق التكافل الحالي وعضو مجلس النقابة في فترة سابقة وإبراهيم الدراوي الذي يحظى بعلاقات طيبة مع الجميع وأحمد عاطف الذي يترشح لأول مرة لكنه قادر على الوصول للجيل الجديد، إضافة إلى خير راغب (مرشح المصري اليوم) وصالح رجب (المثير دوما للجدل من العربي).
معركة النقيب صعبة، وقد لايحسم اليوم الأول منها النتيجة وتجري إعادة في اليوم التالي، لكن الأصعب منها معركة مقاعد المجلس الستة ، خاصة للأربعة مقاعد فوق السن.
لذلك فإن هناك ترقب للنتائج التي تبدأ بإعلان نتيجة النقيب قبل منتصف الليل، وتنتهي بإعلان الفائزين بمقاعد المجلس والتي قد تمتد إلى ساعات فجر السبت، وتبقى انتخابات النقابة محط اهتمام كثير من الجمهور قد تمنح الأمل لقطاع واسع من المصريين أو تبقيهم على حالهم.