01 - 05 - 2025

ضوء | فلسطين ما العمل؟

ضوء | فلسطين ما العمل؟

بمناسبة اقتراب موسم الحج، وعيد الأضحى المبارك، نتقدم بأجمل التبريكات إلى الأمة العربية والإسلامية، وبالأخصّ إلى شعبنا الصامد المرابط، المقاوم على أرض فلسطين الحبيبة، وهم يقدّمون دمهم؛ قربانًا لحماية مقدساتنا، وأرضنا الطاهرة.

ونتمنى أن يتوقف العدوان الأمريكي الصهيوني حالًا؛ لكي يشعر أهلنا في فلسطين بفرحة العيد قليلًا.

ومن الواضح عنصرية الكيان، وفاشية المستوطنين، وبشاعة المنظومة الصهيونية، واستغلالهم الدين اليهودي لتبرير قتلهم العرب، بل واستغلال الصهاينة لليهودية واليهود، في كل مكان لتأسيس الكيان الصهيوني واستمراره.

وها نحن نسمع من قادتهم السفاحين، أمثال: سموتريش، وبن غفير تصريحاتهم المفعمة بالكراهية، وتأكيداتهم على الاقتراب من تحقيق حلمهم، وإنشاء دولتهم المزعومة، الممتدة من النيل إلى الفرات.

ونستغرب حقًا ممن يقول أن هذه الدولة اللقيطة التي زُرعت في قلب الوطن العربي عمدًا منذ ٧٥ عامًا، لم نحصل منها على عداوة!

من صنع أصلًا مشكلة فلسطين سواهم؟ من سرق أرضها؟ ولا نعرف ما تعريفهم للعداوة الأكثر من القتل؟

إنَّ تصريحات كل حاخاماتهم تؤكد أنهم ينظرون إلى جميع العرب حكامًا ومحكومين، كالماشية أو أقلّ منزلة.

وفي حوار مع صديق فلسطيني وجّهت إليه ملاحظة لمسار النضال الفلسطيني قائلة: بالعمل والتخطيط والتنظيم فقط نحقق الأمنيات وننتصر.

فرد الصديق: "نحن في فلسطين دمنا شلّال، كل يوم نقدّم الشهداء، فهل هذا فعل أم أمنيات؟"

أجبت: "هذا ردّ فعل من الشعب، وفصائل المقاومة، والقيادة الفلسطينية، على القمع والقهر اليومي من المحتل، وليس فعلًا ولا تخطيطًا ولا تنظيمًا".

خمسة وسبعون عامًا، والشعب الفلسطيني يدفع دمه قهرًا ومجانًا في كل لحظة.. مئات الآلاف المؤلفة من الشهداء والأسرى، تضحيات مهولة بلا مقابل ولا نتيجة.. بل من سيّء إلى الأسوأ.. في كل لحظة يقضم الصهاينة المزيد من الأرض العربية، هل استطعنا استرجاع شبر واحد من أرضنا العربية المحتلة؟

نعم نرى في كل لحظة عمليات بطولية نفخر بها، لكنَّ الثوار محاصرون كما فلسطين كلها محاصرة.

ففي كل الثورات ضد المحتل، لا بدَّ من نصير قريب، وجار يشدّ أزر المقاومة، الجزائر، وفيتنام، والسلفادور، وغيرها، إلَّا فلسطين تركوها وحيدة محاصرة، أمَّا الصهاينة ففي كل يوم يحققون ما يريدون، يربحون ونحن نخسر في كل لحظة، يكفي أنهم احتلوا الشام، شريان القلب.

الصهاينة منظّمون جدًّا، ويخططون لمئة عام قادمة، ويعملون على تنفيذ خططهم بتنظيم وتخطيط دقيقين، وإذا واجهتهم صعوبات لتحقيق خطتهم، يغيرونها لكي تلائم الهدف الأساسي، بتنظيم مُحكم، لديهم خطة ب و ج، وعشرات البدائل، ويضعون أمام أعينهم هدفًا واحدًا يُجمعون عليه، ويتوحد كل صهاينة العالم على تحقيقه، وعندما يحققونه، يضعون الهدف الثاني.. وهلم جرًّا.

التخطيط، والتنظيم، والوحدة، ثم العمل على تحقيق الهدف.

لذا علينا تأسيس قيادة موحدة، وغرف عمليات فلسطينية عربية على مدار الساعة، مكوّنة من عقول ذكيّة مبدعة، وموزعة في كل بقاع الأرض، تمدّ القيادة بالأفكار والخطط؛ لتحقيق الأهداف.

الوحدة، والتنظيم، والتخطيط، وأيضًا الرقابة، ومحاسبة المفسدين.

الشباب والأطفال في فلسطين كلهم مشاريع للشهادة، وعدونا معروفة أساليبه، فرّق تسُد، الكذب وقلب الحقائق، وآلة البطش والقتل يوميًّا تحصد الأرواح الطاهرة. وموازين العدل الدولية نعرف أنها مائلة منذ عقود طويلة، ونعرف من معنا ومن ضدنا، لكن بعض العرب وللأسف يمدّ يده إلى ضده، والفساد آفة الآفات موجود لدى قادة الصهاينة، كما عند بعض القيادات الفلسطينية والعربية، وكلما زادت أدوات الرقابة ومحاسبة الفاسدين قلّ الفساد، وكلّما قلّ الفساد صار النصر، وتحقيق الهدف، أسرع وأسهل.

ولكي ننتصر حتمًا يجب أن نكون أفضل منهم. فهل ممكن؟
-----------------------------------
بقلم: د. أنيسة فخرو
سفيرة السلام والنوايا الحسنة- المنظمة الاوروبية للتنمية والسلام.


مقالات اخرى للكاتب

ضوء | فلسطين ما العمل؟