في أجواء تسودها الطمأنينة والسعادة، وتتخللها رغبة عميقة لدى الزوار في التعرف على الموروث الثقافي السعودي والإسلامي، يواصل المعرض السعودي الخامس في العاصمة الإندونيسية جاكرتا "جسور" استقبال زواره لليوم السادس على التوالي، ضمن فعالياته المستمرة حتى الخامس من شهر ذي القعدة، حيث بلغ عدد الزائرين في اليوم السادس أكثر من ١٥٠ ألف زائر، ليصل عدد الزوار منذ إطلاقه نحو 650 ألف زائر من مختلف شرائح المجتمع الإندونيسي.
ويُعد المعرض أحد أبرز المبادرات الثقافية السعودية في الخارج، التي تهدف إلى مد جسور التواصل الحضاري، والتعريف بالهوية السعودية المتنوعة، في قالب فني ومعرفي متكامل.
ومنذ انطلاقه حظي المعرض بإقبال واسع من الجمهور الإندونيسي، إلى جانب الزوار من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية؛ مما جعله حدثًا ثقافيًّا لافتًا، وحديث وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في مختلف أنحاء إندونيسيا.
ويستعرض المعرض من خلال أجنحته المتنوعة، ثراء الثقافة السعودية ومكنوناتها التاريخية والإسلامية، بأسلوب تفاعلي، يجمع بين العرض البصري والتجربة الحسية، وقد تم تصميمه هندسيًّا؛ ليتيح انسيابية التنقل بين أقسامه المختلفة، بدءًا من بوابة مستوحاة من العمارة النجدية التي تعكس روح الأصالة والهوية، مرورًا بالمجسمات والقطع التراثية، ووصولًا إلى الأركان التفاعلية، التي تتيح للزائر معايشة التجربة السعودية في أدق تفاصيلها.
وتجلّى كرم الضيافة السعودية في تقديم القهوة العربية، والبخور، وأصناف مميزة من التمور، بالإضافة إلى هدايا رمزية شملت المصحف الشريف، في مشهد ترك أثرًا كبيرًا في نفوس الزائرين، الذين عبّروا عن إعجابهم وتقديرهم لما تقدمه المملكة من مبادرات ثقافية وإنسانية تعزز من التقارب بين الشعوب.
وقد أشاد عدد من الإعلاميين والمؤثرين الإندونيسيين بمستوى التنظيم وجودة المحتوى، معتبرين أنّ المعرض يمثل نموذجًا حضاريًّا مشرفًا للمملكة العربية السعودية، ويعكس توجهاتها في تعزيز القوة الناعمة، والتعريف بثقافتها وتاريخها العريق.
ويستمر المعرض في فتح أبوابه يوميًّا، مستقطبًا مزيدًا من الزوار والمشاركين ضمن فعاليات متنوعة، وبرامج مصاحبة؛ تسهم في تعميق الفهم المتبادل بين الثقافتين السعودية والإندونيسية، في إطار رسالة المملكة لبناء جسور التواصل والتفاهم مع العالم.