30 - 04 - 2025

كريم آدم: أفكر كقارئ قبل أن أعمل كمصمّم

كريم آدم: أفكر كقارئ قبل أن أعمل كمصمّم

أقيمت اليوم ضمن فعاليات معرض أبو ظبي ندوة بعنوان "التثقيف زمن التأفيف" أدارها الكاتب أحمد القرملاوي الذي طرح مجموعة من الأسئلة المهمة أجاب عنها كريم آدم مصمم الجرافيك والباحث البصري.

قال كريم: "عندما نتحدث عن تكامل الصورة والكلمة لا نقصد بهذا التزيين البصري فقط، لكن ترجمة حقيقية للمعنى العميق للنص. تسبق الصورة الكلمة في التأثير، كما تنقل الشعور ونبرة الكاتب قبل أن يبدأ القارئ في القراءة".

وأضاف: "عندما أصمّم غلاف كتاب، أفكر كقارئ قبل أن أعمل كمصمّم. أبحث داخل النص عن فكرة أو إحساس أستطيع أن أعبر عنه بصريًا، وأخلق تصميما لا يجذب العين فقط، وإنما يصل لجوهر العمل. التكامل الحقيقي ليس توازنا شكليا، لكنه شراكة روحية بين الكلمة والصورة، كل منهما يغني الآخر ويخلق تجربة ثقافية أعمق وأصدق".

كريم يرى أن الحكي بالصورة هو أقدم أشكال التعبير الإنساني، من جدران الكهوف إلى السينما والتصميم المعاصر. والصورة القوية مع كونها شكلا جميلا، فهي أيضا حكاية محمّلة بالمشاعر والصراعات.

وعلق قائلا: "عملي كمصمم بوسترات، أتعامل مع كل بوستر كأنه مشهد أول في الرواية؛ يخلق الفضول، يطرح أسئلة، كما يترك مساحة للخيال. أحرص دائما على استخدام الطبقات البصرية، الرموز، والألوان لتوصيل إحساس القصة دون شرح مباشر. هوية العمل كذلك أساسية، يجب أن تعبر الصورة بصدق عن روح القصة، سواء كانت درامية، إنسانية، أو غامضة، في النهاية البوستر الناجح الذي يجذب العين هو الذي يحمل روح العمل ويجعل المشاهد يعيش معه بعد أن يغلق عينيه عن الصورة".

وأضاف: "أنا مؤمن بأن مصمم الجرافيك اليوم، ليس من يزّين النصوص بالصور لكنه أيضا صانع للمعلومة ومهندس للمعرفة. من خلال التكوين البصري، اختيار الألوان، والإنفوجرافيك، نعيد صياغة الأخبار لتكون مفهومة ومؤثرة وسط زحمة المحتوى.

الصورة الآن لا تشرح الخبر، إنما تكون هي الخبر نفسه، قادرة على أن تحفّز تعاطفا، أو تغيّر وعيا بدون كلمة واحدة. وفي عالم سريع الإيقاع، أصبحت الصورة أداة لتشكيل الثقافة والذاكرة الجمعية.

لهذا فإن مسئووليتنا تقديم صور جميلة، على أن تكون صورا صادقة، عميقة، وتحترم عقل المتلقي. الصورة اليوم لم تعد مجرد جذب بصري، لكنها وسيلة فهم وتغيير".