يستعد الفاتيكان لجنازة البابا فرنسيس، التي ستجرى اليوم السبت، في ساحة القديس بطرس، بروما، في وقت تدفقت فيه الوفود الرسمية والشعبية إلى حاضرة الكثلكة، لوداع رأس الكنيسة الكاثوليكية.
ويودع ملوك ورؤساء دول وحكومات، وحشود البابا فرنسيس، في قداس جنائزي بساحة القديس بطرس اليوم السبت، وسيكون من بين الذين سيحضرون من أكثر من 150 دولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي اختلف بشدة مع البابا فرنسيس في مناسبات عدة، بسبب مواقفهما المتناقضة بصورة صارخة حول الهجرة.
وعلى مدى الأيام الثلاثة الماضية زار نحو 250 ألفاً مذبح كاتدرائية القديس بطرس، التي تعود إلى القرن السادس عشر، لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه الذي وضع في نعش مفتوح.
ويحمل نعشه عبر الأبواب الرئيسة، اليوم السبت، للجنازة التي بدأت في الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي (08:00 بتوقيت غرينتش)، وستقام في الهواء الطلق، وستتجمع صفوف كبيرة من الشخصيات الأجنبية على جانب واحد من الرواق الحجري، في مواجهة مئات الكرادلة على المقاعد في الجهة المقابلة.
ويحضر إلى جانب ترمب رؤساء الأرجنتين وفرنسا والغابون وألمانيا وإيطاليا والفيليبين وبولندا وأوكرانيا، إلى جانب رئيسي وزراء بريطانيا ونيوزيلندا، وكثير من أفراد العائلات المالكة الأوروبية.
يقول الفاتيكان إن نحو 250 ألف مشيع سيحتشدون في الساحة الواسعة المرصوفة بالحصى والطريق الرئيس المؤدي إلى الكاتدرائية، لمتابعة مراسم يترأسها الكاردينال جيوفاني باتيستا ري، وهو أسقف إيطالي يبلغ من العمر 91 سنة.
وتوافد المشيعون مسرعين على الفاتيكان صباح اليوم، بينما وصل خلال الليلة الماضية كثير ممن حرصوا على أن يكونوا في مقدمة الحشود خلال الجنازة.
وأنهى الفاتيكان أمس الجمعة استعداداته لجنازة البابا فرنسيس التي تقام صباح اليوم السبت في ساحة القديس بطرس بروما، والتي أغلقت أمام الجمهور بعد ثلاثة أيام توافد فيها المؤمنون من مختلف أقطار العالم لإلقاء النظرة الأخيرة على الحبر الأعظم.
وأعلن الفاتيكان أن نحو 250 ألف شخص توافدوا إلى كاتدرائية القديس بطرس منذ الأربعاء للمرور أمام نعش البابا الراحل.
وصرح الإيطالي إيغو فيليتشي (53 سنة)، "يا له من رجل عظيم! كان يحب الجميع، من كل ديانة، وكان لا بد لي من الحضور".
وظلت الكاتدرائية مفتوحة طوال الليل يومي الأربعاء والخميس لاستقبال الوافدين.
وأغلقت ساحة القديس بطرس الجمعة في الساعة 17:00 (15:00 بتوقيت غرينتش) تمهيداً لمراسم الجنازة التي تبدأ السبت في الساعة الـ10 (8:00 بتوقيت غرينتش)، فيما انتهى توافد المؤمنين أمام النعش في الساعة 19:00 (17:00 توقيت غرينتش).
لكن الساحة ستعاود استقبال الحشود اعتباراً من الساعة الخامسة والنصف صباح السبت (3:30 بتوقيت غرينتش).
وتتجه الأنظار إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي وصل مساء الجمعة إلى روما للمشاركة في الجنازة. وهذه أول رحلة خارجية له منذ عودته إلى السلطة في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وهبطت طائرة ترمب وزوجته السيدة الأولى ميلانيا ترمب في مطار ليوناردو دا فينشي بروما. وقال ترمب قبيل مغادرته إلى العاصمة الإيطالية "سنلتقي عديداً من القادة الأجانب" على هامش الجنازة.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن الجمعة أنه غير واثق من حضور الجنازة بسبب انشغالاته. في المقابل أعلن الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لن يجري "أي لقاء دبلوماسي على هامش جنازة البابا".
اتخذت السلطات الإيطالية والفاتيكان إجراءات أمنية مشددة في المنطقة المحيطة ببازيليك القديس بطرس، مع نشر آلاف المتطوعين وعناصر إنفاذ القانون، ونظام مضاد للطائرات المسيرة، وقناصة على أسطح المنازل، وطائرات مقاتلة جاهزة للإقلاع. وستُعزز هذه التدابير الأمنية الاستثنائية في الساعات المقبلة.
وفي الساعة الثامنة مساء الجمعة (18:00 بتوقيت غرينتش) أُغلِق نعش البابا خلال مراسم خاصة شارك فيها الكرادلة وترأسها الكاردينال كيفن فاريل الذي يشرف على تصريف الأعمال في الحاضرة الفاتيكانية حتى انتخاب بابا جديد.
وتوفي أول رأس للكنيسة الكاثوليكية يتحدر من أميركا الجنوبية الإثنين في عيد الفصح، عن 88 سنة، بعد أقل من شهر على خروجه من المستشفى في روما، حيث كان يُعالج من التهاب رئوي حاد.
وسجي البابا في رداء أحمر وعلى رأسه تاج أسقفي أبيض وبين يديه مسبحة.
بعد الجنازة التي يُتوقع انتهاؤها قرابة الساعة 11:30 (9:30 بتوقيت غرينتش) يُنقل النعش، ويعبر شوارع روما، قبل أن يوارى في كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري بناء على رغبة البابا الراحل في مراسم خاصة.
وقال الكرسي الرسولي: إن مجموعة من الفقراء ستكون حاضرة في كنيسة سانتا ماريا ماجوري، مذكراً بأن الفقراء كانت لهم مكانة مميزة "في قلب الأب الأقدس وتعاليمه".
وأعلن الفاتيكان في بيان الحداد تسعة أيام على البابا فرنسيس، اعتباراً من السبت.
وخلال فترة الحداد تقام مراسم مهيبة يومياً في كاتدرائية القديس بطرس حتى الأحد في الرابع من مايو (أيار).
بعد الجنازة تتجه الأنظار إلى الكرادلة الناخبين، البالغ عددهم 135 وتقل أعمارهم عن 80 سنة، والذين سيجتمعون في جلسات مغلقة لاختيار خليفة فرنسيس.
ولم يعرف بعد موعد بدء المجمع المغلق، لكن كاردينال لوكسمبورغ جان-كلود هوليريش، وهو يسوعي كان مستشاراً قريباً من البابا فرنسيس، رجح أن يبدأ الكرادلة مجمعهم في الخامس أو السادس من مايو، أي فور انتهاء فترة الحداد التي أعلنها الكرسي الرسولي.
وسيجتمع الكرادلة الذين بدأوا التجمع في روما من أنحاء العالم أجمع، في كنيسة سيستينا، وسيجرون أربع جلسات انتخاب يومياً، اثنتين في الصباح واثنتين بعد الظهر.
ويعد الكاردينال الإيطالي بييترو بارولين الذي كان الرجل الثاني في الفاتيكان بعد البابا فرنسيس، المرشح الأوفر حظاً بحسب شركة المراهنات البريطانية "ويليام هيل"، متقدماً على الفيليبيني لويس أنطونيو تاغلي، رئيس أساقفة مانيلا الفخري، وكاردينال غانا بيتر توركسن، ورئيس أساقفة بولونيا ماتيو تسوبي.