احتفظ ببيانات السيدة التي أرسلت تطلب مني توصيل صوتها إلى أعلى جهات في الدولة!
هي ماتزال تعتقد في دور الصحافة وتأثيرها، ولا تصدق أن الدولة لم تعد تأخذ بصحافتنا نحن، وإنما صنعت لها صحافة مختلفة، سيطرت عليها وتوجهها بالريموت، أو الآيفون .. السامسونج أصبح موضة قديمة!
ما الذي حدث ودفعها لمحاولة الوصول إلى كبار المسؤولين في البلد؟!
قالت لي في رسائل صوتية على ماسينجر: للأسف هناك متغير غريب جدا .. لم يكن ليحدث في مصر أو في أي مكان ..
الموظفون يتجرأون اليوم على العملاء .. الوضع غريب عجيب .. صدق أو لا تصدق .. الموظف اليوم يمكن أن يسرق عميلا عاديا جدا؟!
الموظفون في البنوك يتعاملون يوميا مع حسابات ملايين العملاء .. لا يمكن أن يدخلوا على حسابات ويحولوا منها ولو كسور العملات أو ما شابه ذلك ..
لو حدث ستنهار البنوك .. لحسن الحظ الحديث ليس عن بنك .. السرقة بدأت في جهات اخري!
أسأل السيدة (الغاضبة جدًا): مثل ماذا؟
شركات الاتصالات .. بصراحة يسرقون العملاء، بإيعاز من مدرائهم، وإذا اكتشف العملاء السرقة -كما حدث معي- قالوا للعملاء ماقالوه لي: "وايه المشكلة .. المبلغ (يتعلق ب ١٢٠ ج) تافهة"! لم يتوقف الأمر عند حد التحقير من قدر المال وحقوق الناس وإمكانياتهم، فقال لى: "انت عارفه إحنا راكبين عربيات تمنها كام؟ أنا والموظفة التي تكلمتِ عنها ؟!"
السيدة تعرف أن المبلغ تافه، أو تم تتفيهه بالفعل؛ فقد أفقدته هذه الحكومة قيمته وقيمة الجنيه المصري .. من دون أن يكون للشعب كله ذنب في إذلال حكومته له، وإذاقتها له العذاب أشكالا وألوانا، وخسفًا بعملته المتداولة الأرض، فلا يستطيع سبيلا لحياة "كريمة ".. ولا سمية ولا خديجة ولا بهيرة في الحقيقة!
إيه الحكاية؟
يندى لها الجبين والله .. سيدة تعاقدت مع شركة اتصالات، لتحصل على انترنت منزلي منها، وحين حان موعد التجديد، قامت بكل بساطة بدفع قيمة الباقة .. لكي لا تفاجأ بقطع النت.
السيدة مواطنة صالحة .. شأن كثير من المواطنين الصالحين .. تدفع ما عليها في المواعيد .. وتتلافى الغرامات والانقطاعات ونحو ذلك .. تلتزم بالمحدد معها .. وتتوقع التزاما من الطرف الآخر في المقابل !
- تقول بأسي وحزن: "رغم كل احتياطاتي، فوجئت على الصبح كده بانقطاع النت"!!
-اتصلت بـ (خدمة العملاء… السيدة كتبت الرقم وقد حجبته مؤقتًا) قالوا :لابد من أن أدفع فاتورة التليفون الأرضي!
- اندهشت!! قلت للمتصلة: دفعتها مقدما .. من شهر .. تحديدًا يوم 25.
- قالت: بالفعل الفاتورة دفعت يوم 25 الساعة 6 ونصف مساء .. وتاني يوم سُحِبَ الرصيد بواسطة موظف بالفرع اسمه م. هـ .ا ، تحديدًا عند الساعه الواحدة و38دقيقة!
صدق أو لا تصدق .. من الصعب أن يقبل عميل بهذا الكلام! أظن أنه لن يبقى هادئا .. لو كان في مقر الشركة لحظة سماع هذا الكلام قد يحدث ما لا يحمد عقباه!
ضع/ي نفسك مكان العميل .. وتخيل النتيجة!
- السيدة المذهولة من الإجراء تسأل "إزاي موظف يسحب فلوس عميل؟ وأضافت: ويا ترى أنا العميل/ة رقم كام اللي انسرقت؟"
بتفريغ الرسائل الصوتية التي أرسلتها لي السيدة، وجدت أن المتصلة بها من الشركة نفسها، هي موظفة بخدمة العملاء، تطلب منها أن تذهب إلى فرع الشركة (..) في حي السفارات، لمقابلة مديره، وتقديم شكوى في الموظف (نحتفظ برقم الشكوى واسم الموظف . …… ).
وطبقا لمحدثتي السيدة .. فإن المتصلة من خدمة العملاء قالت لها: إن الموظف المذكور أساء للشركة بفعله المشين!
- وأضافت: احنا بإيدينا رفعنا شكوتك، بس لازم تعاونينا، وتشتكي للمدير.
- قلت لها : "النهاردة السبت، والفرع لايوجد به إلا آنسه وحيدة، قالت لي: المدير والموظف مش موجودين "!
أصرت موظفة خدمة العملاء على ذهاب السيدة قائلة لها: لا .. لازم يكون موجود!!
- تواصل السيدة المتضررة من كل هذا العبث حديثها لى: ذهبت إلى الفرع، سألت على المدير.. قالت لي الآنسة الموجودة هناك: مش موجود! وسألتني عن سبب سؤالي علي المدير؟!
أجبتها بسؤال آخر: هل هنا في الفرع موظف اسمه ………….. ؟
قالت لماذا؟ قلت لها: لقد سحب رصيدي الذي قمت بدفعه!
صدمت عندما قالت لي: هذا هو المدير الذي تسألين عنه!! وأضافت: النهاردة إجازة وهو غير موجود.
قلت لها: أعطني رقم تليفونه، رفضت .. كأنني أطلب منها رقم مصطفى مدبولي!
قلت لها: لوسمحت، كلميه.. لأن الشكوي مقدمة باسمه !
بالفعل .. اتصلت به، وكانت مفاجأة لي .. أن أجده متذكر الدفع، رغم أنه تم في يوم 25 فبراير الماضي!!
صدمني حينما رد علىَّ بقوله: "اه كان فيه عجز عند ن. (ن. هذه موظفة) وأنا سحبتهم تاني يوم لتغطية عجزها!
بحزن عارم .. وغضب ظاهر .. أتخيل ردود أفعال السيدة من كلامها مع موظفة الشركة وهى تقول لها: أعطني التليفون.. أنا أكلمه..
كلمته ، فاجأني رده: أنت منفعله ليه؟! "المبلغ مايستهلش"؟!
قلت له -وأنا في شدة الانفعال-: هذا حقي، كيف عندما يحدث عجز عند (ن) الموظفة تأخذه مني، أو من أي عميل كده؟!
لم تسكت طلقات لساني: وياتري ده حصل مع كام عميل؟
قال لي (لفظا): احنا مش حنبص لـ ١٢٠ جنيه! إنت عارفة أنا راكب عربية بكام؟ و (ن) راكبه عربية بكام؟ خلاص يا ستي حصل خير.
وأمر الموظفة أنها تسدد ١٢٠جنيه لحسابي بالشركة!
- لماذا لا نقطع دابر هذا الذي يحدث؟ ويجعلنا نفقد الثقة في كل شيء؟ هل وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ المدير يعرف أن موظفة بالشركة عندها عجز ١٢٠ج فأول ما يتفتق ذهنه عنه هو سرقتهم من عميل آخر؟!
وكيف ولماذا تذكر المدير الواقعة؟ وتاريخها؟
وكيف وبأي منطق يبرر أن الموضوع -سرقة العملاء- عادي، والمبلغ مايستهلش .. كلهم ١٢٠ ملطوش!
أيها المدير؛ نعم هم ١٢٠ ملطوش، لكن لم يحدث أن قام مدير بالإيعاز لموظفيه بسرقة عملاء شركته، وعندما يراجعونه وبدلا من اعتذاره يعايرهم: عارفين أنا والموظفة دي راكبين عربيات تمنها كام؟! هو احنا هنبص لفلوسكم يا ...... و.......و.........
عزيزى القارئ.. ضع أنت الأوصاف المناسبة مكان النقاط والكلمات المحذوفة.
-----------------------------
بقلم: محمود الشربيني