30 - 04 - 2025

برنامج المنح الصغيرة يمول مشروعات تواجه تغير المناخ فى الأقصر وقنا والبحيرة

برنامج المنح الصغيرة يمول مشروعات تواجه تغير المناخ فى الأقصر وقنا والبحيرة

- طرق حديثة لزراعة القصب والقمح .. وتحويل روث الخيول لسماد

فى ظل التغيرات المناخية وتأثيرها المباشر على لقمة العيش كان لابد من البحث عن أساليب جديدة للزراعة النظيفة والمستدامة التى تقلل من إستخدام مياه الرى وتحقق زيادة فى الانتاج وتحافظ على البيئة.

وفى هذا الإطار يعمل برنامج المنح الصغيرة التابع لمرفق البيئة العالمية (GEF/SGP) في مرحلته السابعة في مصر، على دعم التحول نحو الزراعة المستدامة، من خلال تمويل سلسلة من المشروعات التي الزراعية ، وتعزيز مفاهيم الإدارة الرشيدة للموارد الطبيعية، والتمكين البيئي والاقتصادي لصغار المزارعين.

محافظة الأقصر كانت صاحبة النصيب الأكبر حيث يتم تنفيذ ثلاث مشروعات، مشروع خاص بزراعة مستدامة ونظيفة لقصب السكر المحصول الاستراتيجى، ومشروع للاستفادة من مخلفاته ، ومشروع زراعة القمح على المصاطب لمواجهة أثر التغيرات المناخية ، ومشروع تحويل روث الحيوانات إلى سماد عضوى وتحويل التحدى البيئى روث الخيول التى تجر عربات الحنطور ألى إستثماروعائد إقتصادى والحفاط على الشكل الجمالى والحضارى للمحافظة السياحية.

تحت عنوان " معًا من أجل بناء مجتمعات زراعية مستدامة" نظّمت جمعية رواد المستقبل للتنمية الاقتصادية بقرية أرمنت بالأقصر ندوات ولقاءات ميدانية استعرضت خلالها تقنيات زراعة قصب السكر بالشتلات، واستخدام أنظمة الري بالطاقة الشمسية، وقدم الاستشاريون الزراعيون شرح عملي حول فوائد تلك الممارسات في ترشيد المياه، وتقليل التكاليف، وزيادة الإنتاجية، مما عزّز من وعي المزارعين وساهم في نشر ثقافة الزراعة النظيفة.

ومن قلب قرية العضايمة، تشهد محافظة الأقصر تجربة جديدة بقيادة الجمعية القبطية للرعاية الاجتماعية، التي أطلقت مشروع "تطبيقات الزراعة المتجددة لمواجهة آثار التغيرات المناخية"، المشروع اعتمد على تنفيذ حقول إرشادية لتطبيق تقنية زراعة القمح على المصاطب، والتي أثبتت فعاليتها في ترشيد استهلاك المياه، وزيادة الإنتاجية، وتحسين تهوية التربة، مما يعزز الأمن الغذائي ويواجه آثار تغير المناخ في المجتمعات الريفية.

الأقصر أيضًا كانت على موعد مع تجربة رائدة نفذتها جمعية "نور الإسلام الخيرية"، عبر مشروع يهدف إلى تدريب الأهالي على إعادة تدوير روث الخيول وتحويله إلى سماد عضوي، هذا المشروع لم يقتصر على التوعية فقط، بل تكلل بالإعلان عن أول دفعة من الأسمدة العضوية الناتجة عن هذه التقنية، في مؤتمر موسع جمع ممثلين عن الوزارات المعنية وخبراء التنمية، وسط إشادة بالمبادرة التي تمثل نموذجًا فعليًا لتحويل المخلفات إلى موارد اقتصادية تدعم الزراعة المستدامة.

ومن الأفصر إلى محافظة قنا، نجح مشروع "الإدارة المستدامة لمواردنا الطبيعية"، الذي تنفذه جمعية الشروق لتنمية المرأة الريفية بنقادة، في تغيير نمط تعامل المزارعين مع مخلفات القصب، حيث تم تحويلها إلى سماد عضوي وعلف للمواشي بدلاً من الحرق المكشوف، ما ساعد في تقليل الانبعاثات الضارة، وفتح آفاق جديدة لسوق محلية خضراء.

وفي محافظة البحيرة، يعمل مشروع "التكيف مع التغيرات المناخية وحماية الرقعة الزراعية"، الذي تنفذه الجمعية المصرية لتنمية المجتمع المحلي، على تنفيذ مدارس حقلية في مركزي كفر الدوار وأبو حمص، تستهدف توعية المزارعين بممارسات تقلل من آثار التغيرات المناخية، مثل تدوير المخلفات الزراعية، وحماية المحاصيل الاستراتيجية، إلى جانب تمكين المرأة الريفية اقتصاديًا.

تُظهر هذه المشروعات كيف يتحول التمويل الصغير إلى تأثير كبير عندما يُوجَّه بذكاء إلى المجتمعات الأكثر احتياجًا، فبرنامج المنح الصغيرة لا يموّل مشروعات بيئية فقط، بل يصنع شراكات تنموية حقيقية بين المجتمع المدني، والحكومات المحلية، والمزارعين، من أجل مستقبل أخضر وأكثر استدامة.
--------------------------------
كتبت: نجوى طنطاوي