01 - 05 - 2025

ضوء | أمريكا ومن بعدها الطوفان

ضوء | أمريكا ومن بعدها الطوفان

أشعر بالعجز والشلل من هول ما يحدث، أي عار علينا وعلى الإنسانية والعالم أجمع، ما يحدث من محرقة بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، وأتخيل لو أن النتن ياهو وافق على وقف إطلاق النار وتبادل صفقة الأسرى كما اشترطت المقاومة منذ البداية، الكل مقابل الكل، ولو فعلًا تمت عملية التبادل وأفرج المحتل الصهيوني عن كل المعتقلين في سجونه القبيحة، وبالمثل قامت المقاومة بالإفراج عن جميع الأسرى، الجنود والجنديات الصهاينة لديهم، ماذا يمنع بعد ذلك من أن يقوم الصهاينة بالعدوان مجددًا على غزة والضفة ؟

ماذا يمنعهم من اعتقال من تم الإفراج عنهم وآلاف الشباب الفلسطيني غيرهم؟ منذ ٧ أكتوبر اعتقل الصهاينة ١٠ آلاف فلسطيني!

من يمنع؟ ومن يحاسب ؟

وربما منكم من يظن إن أي اتفاق مع الكيان الصهيوني لوقف الحرب يتم تحت البند السابع لميثاق الأمم المتحدة، والذي يجيز لمجلس الأمن التدخل عسكريًا ضد الطرف المعتدي لتنفيذ الإتفاق، أو تصبح الضفة والقدس وغزة تحت إشراف قوات دولية إلى أن تتم الانتخابات الفلسطينية ليقرر الشعب الفلسطيني مستقبله وحلمه بإقامة الدولة الفلسطينية الحرة وعاصمتها القدس الشريف.

ثم بعد التأكد من سلامة الأوضاع، تنسحب القوات الدولية، وبالطبع كلا الخيارين بيد مجلس الأمن.

لكن أين وما هو مجلس الأمن؟

لقد أثبتت الأحداث إن كل المؤسسات الدولية لا قيمة لها إطلاقًا، وإنها مجرد مؤسسات شكلية ظاهرية منمّقة لا غير، لأنها لم تستطع حتى الآن أن توقف العدوان الصهيوني الوحشي الهمجي الفاشي والنازي، منذ أكثر من عام ونصف وجراح الشعب الفلسطيني تنزف كالشلال في غزة والضفة، وكل لحظة ودقيقة من هذا العدوان الهمجي فارقة بالنسبة لأرواح البشر وعذاباتهم، وكل الجرائم والكبائر ارتكبها المحتل الصهيوني أمام مرأى العالم ومسمعه، ولا أحد قادر على إيقاف هذه المجزرة البشعة!

أي عالم هذا ؟

لا الأمم المتحدة ولا اليونسيف ولا منظمة الصحة العالمية ولا منظمة حقوق الإنسان الدولية ولا حتى مجلس الأمن قادر على وقف هذه الإبادة الجماعية وهذه النكبة والكارثة الإنسانية!

فقط أمريكا وحدها من تدير خيوط اللعبة في العالم كله، تضخّ القنابل والصواريخ والطائرات للكيان الصهيونى في كل لحظة، ومن خلفها أو من أمامها الماسونية والصهيونية العالمية.

هل هذا هو الاستنتاج الذي تريد أمريكا أن يتوصل العالم إليه؟

أمريكا هي من تضع القوانين، وتفرض الضرائب، وتعاقب وتعفو، لا قيمة لكل القارات، لا قيمة لكل الشعوب، لا قيمة لكل الأنظمة ولكل رؤساء وحكام وملوك العالم أجمع، كلكم صفر، فقط أمريكا ومن بعدها الطوفان! وكم نحلم أن يمحو طوفان الأقصى كل طوفان.
---------------------
بقلم: د. أنيسة فخرو
* سفيرة السلام والنوايا الحسنة
المنظمة الأوروبية للتنمية والسلام


مقالات اخرى للكاتب

ضوء | الشعب العربي كله ضد التطبيع