بقلم / سعيد صابر

أثناء زيارة وزير الصحة لمستشفى بمركز العدوة بالمنيا شكى أحد المرضى للوزير عن معاناته من أجل الحصول على حقه في الخدمة الصحية فما كان من الوزير بدلاً من أن يبحث شكوى المواطن والتوجيه بتذليل العقبات والتخفيف على الناس ، إلا أنه لام المواطن على عدم شكره للدولة على هذا المبنى الجميل وعلاجه على نفقتها وهذه كارثة كبرى رغم ظاهرها البسيط جداً والأزمة هنا في ثقافة كل من حكموا هذا الشعب وإعتقادهم بأننا عبيد إحسانهم ، وهم أهل المن والعطاء ونسوا أن الشعب هو المالك والسيد وأنهم من يخدمون هذا الشعب ، ومرتباتهم من دافعى الضرائب أي من الشعب ، ومن سلطة الشعب أيضا أن يحاكم ويعزل ويمنح من السلطات ما شاء ولو أننا في بلد يحاسب المقصرون لتم عزل هذا الوزير فوراً لجهله السياسي لأن ما أعتبره فضلا على المواطن هو من واجبات الدولة وأن المرفق الصحى يعانى الكثير من الإهمال والخلل والحساب ليس في مصلحته ، وهل أصبح النجاح إستثناء لذا وجب عليه الشكر والإشادة على سبيل المثال .. كاتب هذه السطور يعانى من جلطة قلبية وتحتاج لقسطرة C T O وهناك قرار طبى في هذا الشأن منذ عامين لإجراء الجراحة ولا توجد مستلزمات طبية ، هكذا يقولون أو ربما يراهنون على موتى ، ولم يحدث ، فهل لهذا مثيل في العالم ، نشكر الدولة على أيه ولا أيه ، نعود لثقافة الحكومة التي تعتبر الأخطاء شيء طبيعى لابد أن نتجاوزه ولا نقف أمامه كثيراً ، ننتقل إلى ثقافة الشعب المصري وهو جهله بحقوقه الدستورية ولا أنسى يوم سأل أحد النواب الرئيس السيسى طالباً أن يكون الحد الأدنى للأجور ثلاثة ألاف جنيه وإذا بالرئيس ينهره سائلاً إنت مين ؟ إنت دارس الكلام ده ؟ إرتبك الرجل وهو بالمناسبة أستاذ جامعي وشعر بالمهانة وتمنيت أن أكون مكانه لأجيب الرئيس أنا نائب هذا الشعب أنا من جعلك وغيرك رئيساً ولا شرعية لكم إلا برضاي ، أنا المللهم  والقائد والمعلم أنا يا سيدى الوالى أنا الشعب أنا الشعب قوم أركع لي .

..................................................................................................

بقلم / سعيد صابر