يسلط مسلسل "الأميرة" الضوء على التحولات على حياة "زينب" (ياسمين صبري) بعد زواجها من "أسامة" يشارك الممثل (نقولا معوض) في مسلسل يؤدي فيه دور محامي وسيم وثري، ومع ذلك، لا يبدو أن هناك مبررا لرفض زينب له، خاصة في ظل الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بينهم فبدلا من أن يكون الحب دعامة لهذه العلاقة، يتحول الزواج إلى صراع مستمر، تحكمه رغبة الزوج في فرض سيطرته الكاملة، مما يعكس قضايا القهر الزوجي باسم الحب، وهي ليست مجرد حبكة درامية بل واقع تعيشه العديد من النساء. المسلسل تأليف/ محمدسيد بشير وأخراج/ شيرين عادل
فقد جاء المسلسل متزامنا مع حادثة انتحار الفنانة التشكيلية "آية عادل" في 14 فبراير 2025، والتي أثارت جدلا واسعا بعد توجيه أصابع الاتهام إلى زوجها "كريم حسن". كما أعاد المسلسل إلى الأذهان جرائم مشابهة هزت الرأي العام، مثل مقتل المذيعة شيماء جمال عام 2022 على يد زوجها القاضي أيمن حجاج، الممثلة جيلان إبراهيم تزوجت من الضابط "خ.م.ر، لكنها اكتشفت سوء سلوكه وإدمانه، مما دفعها لإعداد دراسة قانونية حول إمكانية شفاء المدمنين والمجرمين وإعادة دمجهم في المجتمع.وقتلها وهي حامل سنة2000 والإعلامي إيهاب صلاح الذي قتل زوجته ماجدة كامل عام 2010كل منهم في مراكز مرمروقة
هذا التلاقي بين الدراما والواقع يطرح تساؤلًات: هل أصبح الزواج ساحة للصراع بدلا من كونه رابطة قائمة على الاحترام المتبادل؟
من بين الشخصيات في المسلسل، تأتي "نانسي" (مها نصار)، الصديقة لزينب لكنها تكشف عن وجهها الحقيقي بمرور الوقت. تتزوج نانسي من "أسامة" عرفيا، مما يفتح بابا واسعا للنقاش حول ظاهرة الزواج السري وعواقبه على العلاقات الزوجية، خاصة عندما يتحول إلى أداة لهدم الأسر بدلاً من بناء الاستقرار.
لم تكن معاناة النساء في ظل الزواج القسري أو السام مقتصرة على الطبقات الشعبية أو الحوادث الفردية، بل نجد لها امتدادا في التاريخ. فالملكة فريدة، رغم زواجها من الملك فاروق، عاشت حياة تعيسة مليئة بالضغوط. كذلك، واجهت الأميرة ديانا داخل القصر الملكي قيودا وتحكما أثر على حياتها، .
لا يقدم المسلسل صورة سوداوية ، بل يبرز شخصيات إيجابية مثل الأب (عزت زين) والأخ (عابد عناني)، وأحمدجمال سعيد ومحمد الدسوقي اللذين يجسدان الدعم العائلي الحقيقي. كما يطرح المسلسل سؤالا مهما: هل المشكلة في الزواج ذاته أم في الأسس التي يقوم عليها؟ ولماذا تتحول بعض العلاقات إلى ساحة صراع تنتهي خلف القضبان أو في أروقة المحاكم؟
لماذا يتم تبرير العنف والقهر في بعض العلاقات الزوجية تحت مسمى الحب أو الواجب الزوجي؟
إلى أي حد يمكن أن يكون الزواج السري عاملًا لهدم الأسر بدلًا من بنائها؟
لا يقتصر دور "الأميرة" على تقديم دراما مشوقة، بل يتجاوز ذلك ليكون رسالة اجتماعية قوية تدعو إلى إعادة التفكير في معايير اختيار الشريك، والحدود الفاصلة بين الحب والرغبة في التملك. فهل يمكننا تجاوز هذه الأنماط المدمرة قبل أن يفوت الأوان؟ وهل نحن بحاجة إلى إعادة تعريف مفهوم الزواج في مجتمعاتنا؟