بقلم / نجوي طنطاوي
نعيش اليوم الثلاثين من شهر رمضان الكريم مع الحبيب وحديث يرشدنا إلى طريق حب الله وحب الناس ،وإذا أحبنا الله أغنانا من فضله العظيم وقضى حوائجنا .
عن أبى العباس سها بن سعد الساعدى رضى الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله دلنى على عمل إذا عملته أحبنى الله وأحبنى الناس فقال ازهد فى الدنيا يحبك الله وارهد فيما عند الناس يحبك الناس حديث حسن رواه ابن ماجه.
قوله صلى الله عليه وسلم ازهد فى الدنيا يحبك الله )الزهد ترك مالايحتاج إليه من الدنيا وإن كان حلالا والاختصار على الكفاية والورع ترك الشبهات ، وفى هذا المعنى قال أهل العلم أعقل الناس الزهاد لأنهم أحبوا ماأحب الله وكرهوا ماكره الله
والزهد فى الدنيا الذى يؤدى بنا إلى حب الله يمعنى الاكتفاء بالحلال وما يعين على طاعة الله ولايعنى الزهد مخاصمة مباهج الحياة ولكن ترك الجشع والطمع والبعد عن كل مايشغلنا عن طاعة الله .
وفى القرآن الكريم ( الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدروفرحوا بالحياة الدنيا وماالحياة الدنيا فى الآخرة إلا متاع)الرعد؛25
وقال تعالى (ياأيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور)
فاطر:5
والمراد بالدنيا المذمومة طلب الزائد عن الكفاية أما طلب الكفاية فهو واجب ،وإذا فرح الإنسان بالدنيا لأجل المباهاة والتفاخر والتطاول فهو فرح مذموم ومن فرح بالدنيا لكونها من فضل الله فهو محمود وقد مدح الله المقتصدين فى العيش فقال تعالى (والذين إذا أنفقوا لم يسرفواولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) الفرقان :67
وفال صلى الله عليه وسلم (ماخاب من إستخار ولاندم من إستشار ولا إفتقر من اقتصد)
وكان يقال القصد فى المعيشة يكفى عنك نصف المئونة والاقتصاد الرضا والكفاية
نعود إلى سؤال الحديث دلنى على عمل إذا عملته أحببنى الله وأحبنى الناس وندعو الله أن
يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا لحبه.
………………………
بقلم / نجوي طنطاوي