30 - 04 - 2025

مهرجان أبوظبي 2025 يحتفي باليابان تحت شعار "أبوظبي: العالم في مدينة"

مهرجان أبوظبي 2025 يحتفي باليابان تحت شعار

ينطلق مهرجان أبوظبي في دورته للعام 2025 والذي تنظمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، في السابع من أبريل القادم، وذلكتحت شعار "أبوظبي: العالم في مدينة" محتفيا بمرور أكثر من 50 عاما من العلاقات المميزة على كافة المستويات بين الإمارات واليابان، حيث يستضيف أوركسترا اليابان الفلهارمونية الجديدة وفرقة كودو وعازف البيانو العبقري بونتشان ليم، وعازفة الإيقاع كونيكو كاتو.

يأتي ذلك الاحتفاء بالموسيقى والفنون اليابانية، جنبا إلى جنب باقة متميزة من العروض والانتاجات الفنية المشتركة التي ترتكز على تعزيز الإبداع العربي وتشجيع التبادل الثقافي.. حيث ابتكرت الأختان عازفتا البيانو الموهوبتان كاتيا ومارييل لابيك برنامجا موسيقيا استثنائيا ومبتكرا خصيصا لمهرجان أبوظبي 2025 يعكس شغفهما بالابداع والجديد. وهناك لقاء مع نخبة من الموسيقييين العالميين من بينهم عازف البيانو يامن سعدي، عازفة الكمان سارة فيرانديز، عازف التشيلو كيان سلطاني و عازف التشيلو بابلو فيرانديز.

تقدم أوركسترا اليابان الفلهارمونية الجديدة التي تأسست عام 1972 على يد قائدي الأوركسترا الأسطوريين سيجي أوزاوا وناوزومي ياماموتو، أمسيتين استثنائيتين في افتتاح مهرجان أبوظبي 2025 بقيادةالموسيقي العالمي يوتاكا سادو الذي يتولى منصب المدير الموسيقي للأوركسترا منذ عام 2023.

يقود سادو الأمسيتين الاستثنائيتين الأولى، برفقة التينور النجم جوناثان تيتلمان، الذي أشاد النقاد بصوته المتألق والمميز، منشداً روائع أوبرا بوتشيني: "مانون ليسكاوت" و"لو فيلي" و"توراندوت". كما يشارك في الأمسية عازف البيانو المبدع كيو هي سوريتا، الحائز على الميدالية الفضية في مسابقة شوبان 2021 في وارسو، عازفاً لكونشيرتو البيانو رقم 2 لراخمانينوف، وتستكمل الأوركسترا هذا العرض المذهل بسيمفونية العالم الجديد رقم 9 للمؤلف الموسيقي دفورجاك.

في أمسيتها الثانية، يتألق عازف البيانو النجم كيوهي سوريتا في أدائه كونشيرتو البيانو رقم 1 لتشايكوفسكي، وتعزف الأوركسترا مقطوعة الثلاثية لياسوشي أكوتاجاوا التي ألّفها للآلات الوترية، والسيمفونية رقم 5 لتشايكوفسكي. وبفضل حضوره المتميز عالميًا، جعلت براعة سوريتا منه أحد أكثر الفنانين المرغوبين في المشهد الموسيقي في اليابان. كما أنه أصبح ذا شهرة عالمية بشكل متزايد في ألمانيا والنمسا وبولندا وأستراليا، وخاصة في أدائه لروائع الموسيقى الكلاسيكية الرومانسية من القرن التاسع عشر.

اعتبارًا من فبراير الماضي، أطلقت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون برنامجها التعليمي والمجتمعي السنوي ضمن فعاليات المهرجان، متضمنًا مجموعة غنية من الندوات الحوارية وورش التدريب، الدورات المتخصصة، العروض الموسيقية، وغيرها من الأنشطة الهادفة. من بين أبرز الفعاليات، يعود برنامج "المهرجان في الحديقة" الذي يقام في حديقة أم الإمارات يومي 12 و13 أبريل 2025، ليقدم يومين زاخرين بالإبداع والتفاعل المجتمعي. يشمل البرنامج ورش عمل مجانية تستقطب المواهب المحلية والدولية، حيث سيخصص بعضها لاستعراض الفنون والثقافة اليابانية احتفاءً باختيار اليابان الدولة ضيفة شرف مهرجان أبوظبي في دورته الثانية والعشرين لعام 2025.

ويقدم المهرجان في الخارج تجربة فنية استثنائية تبرز من خلال العرض الأول لأوبرا بيلياز وميليزاند (Pelléas et Mélisande) للموسيقار ديبوسي، وهو إنتاج مشترك مع الأوبرا الوطنية في باريس. ومن أبرز محطات المهرجان، الأوركسترا السيمفونية لكلية الملكة صوفيا للموسيقى ضمن جولتها في الولايات المتحدة، حيث تتجسد روح التعاون الثقافي على أرقى المستويات. وفي قلب مدينة نيويورك، يحتضن متحف متروبوليتان للفنون عرضًا مميزًا يقدمه الفنان فرج أبيض، في حين ستصدح الألحان الإماراتية في عرض خاص يقام في كنسينغتون. وسيشهد المهرجان إنتاجًا مشتركًا عالميًا مع الأوبرا الوطنية في ليون، قبل اختتام فعالياته بحفل موسيقي مهيب تحت مظلة الأمم المتحدة في قاعة كارنيجي الشهيرة في نيويورك. 

ويخطو مهرجان أبوظبي خطوة تاريخية في مجال الفنون التشكيلية من خلال شراكته مع متحف سيول للفنون (SeMA) تسلط الضوء على قوة التبادل الثقافي والحوار الإبداعي بين الإمارات وكوريا الجنوبية. يتضمن التعاون معارض مشتركة، وإقامات فنية، وبرامج تفاعلية تهدف إلى بناء جسور فنية تعزز التفاهم المتبادل. 

يستكشف المعرض في أبوظبي تطور الفن المعاصر في كوريا وعلاقته بالمشهد الفني الإماراتي المزدهر، بينما يبرز معرض سيول أعمال الفنانين الإماراتيين التي تتناول تداخل الهويات المحلية والعالمية. هذا التعاون المميز يشمل إنتاجات مشتركة، عروض أفلام فنية، وتبادل معرفي بين المؤسسات، ما يعزز مفهوم التعاون الثقافي العابر للحدود.

يربط هذا التعاون المتميز بين مهرجان أبوظبي ومتحف سيول للفنون الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية عبر إبداعات فنانيهما وشراكات مؤسساتهما الثقافية. في عام 2025، ستسلط المعارض في كلا البلدين الضوء على محطات بارزة ومشاهد فنية معاصرة، تجسد تفاعل التقاليد مع الرؤى الثقافية الحديثة. كما ستقدم برامج مشتركة تسبر أغوار التكنولوجيا، الإعلام، والتحولات الحضرية السريعة، لتبرز كيف تسهم الخصوصيات المحلية في صياغة أطر تواصل فعّالة في عالم يزداد ترابطًا وتشابكًا.

يذكر أن مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون المنظمة للمهرجان أسستها هدى إبراهيم الخميس لتكون من أوائل المؤسسات الفنية في الامارات وتساهم بدور محوري في قيادة النهضة الثقافية وتعزيز حضور الفنانين الاماراتيين. وقد أطلقت المجموعة مهرجان أبوظبي عام 2004 الذي سرعان ما رسخ مكانته كاحتفالية رائدة لتميز الفني والتبادل الثقافي في الدولة، ومنصة عالمية للدبوماسية الثقافية ممكا يعكس لتزام أبوظبي تعنتها كمركز عالمي للفنون والثقافة.