30 - 04 - 2025

"قهوة المحطة": مرآة لجيل محبط وأحلام مجهضة

مسلسل "قهوة محطة" للكاتب عبدالرحيم كمال ، يحكي قصة شاب يدعى "مؤمن"، قادم من الصعيد إلى القاهرة، يحمل في قلبه طموحا كبيرا وأحلاما يسعى لتحقيقها. لكن من اللحظة الأولى لوصوله، يتعرض للسرقة، وكأنها سرقة رمزية لأحلامه قبل أن تبدأ. يظهر المشهد الأول كإشارة إلى واقع كل من يسعى إلى تحقيق حلمه، ليكتشف أن الواقع يسرق منه أحلامه بلا رحمة.

عندما يصل مؤمن إلى "قهوة المحطة"، يجد نفسه وسط زبائنها، كل منهم يحمل قصة وقناعا يخفي خلفه حقيقة معقدة. وبمرور الوقت، يُقتل مؤمن في المقهى بشكل غامض، لتبدأ الشرطة في البحث عن قاتله، وتتوالى التحقيقات لتكشف عن سقوط الأقنعة واحدا تلو الآخر. وبينما يبدو الأمر كأنه مجرد جريمة قتل تقليدية، إلا أن الغوص في التفاصيل يفضح عالما من الأحلام المحطمة والآمال المجهضة.

هل يمثل مقتل مؤمن رمزا لموت أحلام جيل كامل من الشباب الذين ضاعت طموحاتهم في زحام الفرص الضائعة؟ كم من خريجي المعاهد الفنية والعلمية ماتت أحلامهم، ليس بسبب قصورهم، بل لأن المناخ غير مهيأ لحصد ثمار جهدهم؟ "قهوة المحطة" ليست مجرد مسلسل؛ إنها مرآة لجيل يعيش بلا حياة، يحاول النجاة في واقع يبدو أنه يعيش فيه، لكن روحه في مكان آخر.

إنها قصة مؤلمة، تجسد مأساة أحلام تدفن في مهدها، وطموحات تقتل رغم أنف أصحابها، ليبقى السؤال معلقًا: هل نعيش الحياة فعلا، أم مجرد وهم الحياة؟ وهل الحبكة والإخراج ساهمت في تأكيد ما سبق أم أخذت العمل في إتجاه الأكشن والغموض البوليسي، أو بعبارة أخري هل الشكل البوليسي المشوق جعل المشاهد يبتعد عن تلك المضامين الهامة ؟
----------------------
كتبت: إيمان النقادي