نظّم قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب، جامعة القاهرة، يوم الاثنين 10 مارس الماضي، اللقاء العلمي الرابع للعام الدراسي 2024-2025 (سيمنار الأساتذة)، وذلك بمقر مركز اللغة والثقافة العربية. وقدّم المحاضرة هذا الشهر الدكتور أحمد عمار، أستاذ الأدب الحديث المساعد بالقسم، تحت عنوان "العناصر الدرامية في الرياضة"، فيما أدار اللقاء الدكتور علاء فاروق.
استعرض الدكتور عمار العلاقة الوثيقة بين الرياضة والدراما، متتبعًا عناصر الدراما الكلاسيكية التي وضعها أرسطو، مثل الحبكة، والشخصية، والصراع، ووحدة الزمان والمكان، موضحًا كيف تتحقق هذه العناصر في المباريات الرياضية، التي يمكن النظر إليها بوصفها عرضًا مسرحيًا متكاملًا. كما تطرّق إلى الجذور التاريخية للعلاقة بين المسرح والرياضة، مشيرًا إلى أن كليهما ازدهر في اليونان القديمة، ويعتمد على مبدأ المحاكاة؛ فرياضات مثل رمي الرمح والمبارزة تحاكي الصيد والحرب، بينما تعكس رياضات القفز والوثب الطويل أجواء المطاردة والصراع.
كما ناقش المحاضر مفهوم "التطهير" عند أرسطو، مبرزًا دوره في كلٍّ من المسرح والرياضة، حيث تمنح المباريات الرياضية الجماهير تجربة عاطفية وانفعالية مشابهة لما يعيشه المتفرجون في العروض المسرحية. كذلك تناول علاقة الرياضة بالأساطير، وكيف شكّلت الرموز البطولية استنادًا إلى الأساطير، مستشهدًا بنماذج مثل هيراكليس في اليونان القديمة، الذي يُنسب إليه الفضل في ابتكار بعض الألعاب الرياضية، وكذلك الأساطير الصينية التي ارتبطت بفنون القتال.
تضمّنت المحاضرة تحليلًا لمباريات رياضية متنوعة، مثل كرة القدم والألعاب الأولمبية، مبرزًا العناصر الدرامية التي تتخللها، سواء من حيث أداء اللاعبين أو تفاعل الجمهور. كما تناولت العلاقة بين الرياضة والصراعات العرقية والسياسية، وتأثيرات المسرح الحديث في العروض الرياضية، مثل توظيف الإضاءة، والموسيقى، والأزياء، والرموز البصرية لتعزيز الطابع الدرامي، فضلًا عن دور الجمهور كجزء من العرض، والتقنيات السينمائية المستخدمة في البث الرياضي.
واختُتمت المحاضرة بعرض سريع لأمثلة من الأدب والفنون التي تناولت الرياضة، مشيرًا إلى وجود العديد من الكتب والأفلام التي توثق المباريات الرياضية وتُبرز شخصياتها في سياقات درامية مؤثرة.
شهد اللقاء حضور عدد من أعضاء هيئة التدريس بالقسم، والهيئة المعاونة، وطلاب الدراسات العليا ومختلف الفرق الدراسية، إلى جانب عدد من المدرسين بالمركز. وأشاد الأساتذة المعلقون بأهمية المحاضرة، مؤكدين على ضرورة تعزيز الدراسات البينية في العلوم الإنسانية.
وعقب السيمنار، اجتمع الحضور على مائدة إفطار جماعي في المركز، وسط أجواء احتفالية بالشهر الكريم.