طفح الكيل وفاق الأمر كل احتمال ويبقى السؤال أي حكمة في صمت العرب وتخاذلهم؟ وأي حكمة في انتظار دورك على المقصلة؟ فالموت دفاعاً عن الحياة أشرف ألف مرة من الحياة في انتظار الموت .
ليست عنترية ولكنها باتت خيارات حتمية لابد من فعل شيء ، لابد من وقف العدوان الصهيوأمريكى على الشعب الفلسطيني ، هؤلاء القتلة يريدون عالماً بشروطهم فهم من يبدأون الحرب وهم من يقررون السلام الذى يرضيهم ويحقق مصالحهم دون النظر الى الأخرين ، هم لا يرون أحدا ولا يخشون بأس العرب ما داموا يقدمون إلى أمريكا كل طقوس الولاء والطاعة ، وما دامت ملياراتهم تتدفق إلى خزائن المعتدى بنفس قوة تدفق الدم العربي ، وأتحدى أن تكشف دويلات الخليج عن تلك المليارات التي تضخ في شركات يهودية يهيمن عليها كوشنر صهر الرئيس الأمريكي وتقوم ببناء المستوطنات الإسرائيلية بأموال عربية وعلى أراض عربية مغتصبة ، والسؤال هنا لماذا استأنفت إسرائيل القتال في هذا التوقيت؟
أولاً .. إسرائيل وحليفتها تعرفان تماماً ردة الفعل العربي الذى لن يغادر عبارات التأكيد على الحق الفلسطيني في العيش في سلام على دولته المستقلة في حدود ما قبل 4 يونيو 1967 وحين يبلغ الغضب العربي مداه تنعقد القمة العربية وسط خلاف عربي وعبارات ركيكة من عينة السلام والخيار والذى منه .
ثانيا .. توجيه ضربة أمريكية الى أخر ما تبقى من جبهات الإسناد ( اليمن ) بعد أن تم تحييد كل الجبهات المقاومة ووضع ايران في موقف الأسد الجريح الذى مازال يلعق جراحه بعد خروج قواته من سوريا وحصاره سياسياً وتراجع نفوذه في المنطقة ، وبحسب تقدير الموقف فإن الأمر كله يغرى باستئناف القتال حتى وإن أدى ذلك الى بعض الغضب من عائلات الأسرى في الداخل الإسرائيلي ، المهم يبقى سُعار القضاء على حماس وتدمير قدرتها العسكرية هو الغاية والهدف بعد ان أسكتت كل مصادر النيران ولم تبق إلا بندقية المقاتل الفلسطيني التي كانت مانعاً في وجه الغزاة والطغاة وصمت المتخاذلين العرب الذين ساءهم هذا الصمود المشرف بل طالبوا بنزع سلاح المقاومة وإخراجها من المشهد السياسي الفلسطيني كشرط لإعادة إعمار القطاع، وأنا أقولها ربما يسقط مئات آلاف من الشهداء الجدد لكن لن تسقط بندقية المقاومة ولن ترتفع هامة الجبناء يوماً ليدركوا لحظة النصر والعزة .. المجد للمقاومة شرعة وهوى.
------------------------
بقلم: سعيد صابر