الكرم يعنى الجود وهو خلاف البخل، والكرم يعنى كثرة العطاء والجود والسخاء وتوصف الأخلاق بالكرم بمعنى النبل وسمو النفس، ويقال أرض كرم أى أرض طيبة، ويقال كرم السحاب أى مر بغيث غزير، وقال ابن مسكويه:

الكرم إنفاق المال الكثير بسهولة من النفس فى الأمور الجليلة القدر الكثيرة النفع.

وقال الإمام الشافعى:

أشد الأعمال ثلاثة الجود من قلة (أي الكرم مع الفقر) والورع فى خلوة (الخوف من الله عند الانفراد عن الناس) وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف (قول الحق عند من يقدر على إيذائك أو إكرامك)

ويقول أيضا:

السخاء والكرم يغطيان عيوب الدنيا والآخرة 

ومن أشعاره:

وإن كثرت عيوبك فى البرايا

وسرك أن يكون لها غطاء

تستر بالسخاء فكل عيب

يغطيه كما قيل السخاء 

ويقول حاتم الطائي لخادمه:

أوقد فإن الليل ليل قر

والريح يا موقد ريح صر 

عسى يرى نارك من يمر

إن جلبت ضيفا فأنت حر

وقال أيضا:

فلا الجود يفنى المال قبل فنائه

ولا البخل فى المال الشحيح يزيد

وسئل إعرابى عن الكرم فقال:

أما الكرم فى اللقاء فالبشاشة

وأما فى العشرة فالهشاشة 

وأما فى الأخلاق فالسماحة

وأما فى الأفعال فالنصاحة

وأما فى الغني فالمشاركة 

وأما فى الفقر فالمواساة.

ومن أحاديث الهادى البشير السراج المنير صلى الله عليه وسلم:

إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه

لا حسد إلا فى اثنتين: رجل أتاه الله مالا فسلطه على هلكته فى الحق، وآخر أتاه الله حكمة فهو يقضى بها ويعلمها.

وحثنا الله سبحانه وتعالى على الجود والإنفاق:

(قل إن ربى يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له، وما أنفقتم من شيئ فهو يخلفه، وهو خير الرازقين) سبأ ٣٩

(مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) البقرة٢٦١

(وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه) سبأ ٨

(وقال الذى اشتراه من مصر لامرأته أكرمى مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا) يوسف ٢١

اللهم أكرمنا يا أكرم الاكرمين، وافض علينا من نفحات الشهر الكريم، واجعل المال فى يدنا لا فى قلوبنا.
--------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج

مقالات سابقة من "قطائف عجاجية"