01 - 05 - 2025

مقام الأنصاري... طبيعة ساحرة بين جبل وماء

مقام الأنصاري... طبيعة ساحرة بين جبل وماء

* يقدر عدد زوَّاره بالمليون زائر سنويًّا 

في مكان ساحر بطبيعته المتفردة وجماله الخلاب، يقع مقام الشيخ أبو موسى الأنصاري على قمة جبل يصل ارتفاعها إلى 1000 متر، وبالخلفية منه يجري نهر النيل في إيهابه الأزرق الرقراق، تتراقص فضته العذبة، التي ينعكس عليها صور أشجار الموز والنخيل وغيرها من الزروع التي تدين له بالفضل في الحياة.

الموقع 

يقع مقام أبو موسى الأنصاري بمدينة إسنا جنوب الأقصر، وبالتحديد في قرية الجبلين، وتعد تلك القرية من أهم الأماكن الأثرية بالمحافظة، وترجع أهميتها إلى العصور الفرعونية الأولى، حيث كانت الحد الفاصل بين الإقليم الثالث والإقليم الرابع من أقاليم مصر الجنوبية، ويعنى اسمها القديم والحديث (التلين) أو الجبلين لأنها تقع بين الجبلين الشرقي والغربي على الضفة الغربية للنيل، كما كانت تسمى برحتحور أي معبد أو مقر الآلهة، التي كان لها معبد بالضفة الشرقية من النيل ولم يعد موجودًا الآن، كما كانت تحوي مقابر من عصر الاضطراب الأول على الجبل الغربي، من أهمها مقبرة إتي المحفوظة حاليًا بجناح المتحف المصري في تورين بإيطاليا.

هذه القرية أنجبت أعظم مهندس في التاريخ "اموحتب" وهو من أعظم البنائين والأطباء النوابغ في الطب والحكماء. ايموحتب كاهن الملك زوسر ووزيره، ومهندس أول هرم مصري الهرم المدرج للمك زوسر بسقارة.

صاحب المقام

هو الشيخ أبو موسى الأنصاري من ذرية الأمير نجم الدين بن تميم الدار بن تمام بن احمد الخزرجي، حاكم أسوان، وينتهي نسبه عند يعرب بن قحطان وهو من قبيلة الخزرج من المدينة المنورة، وجاءوا إلى مصر ضمن الجيش الإسلامي الذي فتح مصر بقيادة عمرو بن العاص، واستقروا بعدة مدن في مصر ولهم ذرية باقية حتى الآن، ومنهم أبو موسى الذي توفي منذ أكثر من قرنين من الزمان.

عمارة المكان

يرتفع مقام الشيخ عن الأرض أكثر من كيلو متر، ويتم الوصول إلى عن طريق سلم أسمنتي حديث البناء، وصف بأنه أطول سلم أسمنتي في صعيد مصر، ذلك للتسهيل على رواد وزائري المقام من كبار السن والنساء والأطفال، وعلى قمة الجبل يقع بناء مكون من غرفتين مبنيتان بالطوب اللبن الأولى خاصة بمقام الشيخ، ولها قبة طينية، والغرفة الثانية بها أزيار مياه وتقام فيها الولائم، ويحيط بمقام الشيخ من جهته الشرقية سور طيني نظرا لانحدار الجبل بشدة من هذا الجانب الذي يطل على النيل، وفي أسفل القمة الغربية من الجبل تقع جبانة المسلمين، وفي الجهتين الجنوبية والشمالية ينحدر الجبل بشكل متدرج وصولا إلى مياه النيل.

الزائرون

يقدر عدد الزائرين لأبي موسى الأنصاري بنصف مليون زائر سنويا على أقل تقدير، حيث يتردد عليه الأهالي بشكل يومي، وخاصة في المناسبات الدينية، وكذلك المرضى، والرجال والنساء الذين يعانون من العقم، أو الذين تأخر زواجهم، كما تقام الاحتفالات بالقرب من مقام الشيخ عند زواج أحدهم، أو إنجابه لمولود، يغنون أغان تعبر عن فرحتهم.

طبيعة خلابة

ويتميز هذا المقام بطبيعته الخلابة، التي جعلته متنفسا ومزارا للجميع، ويحكي سكان القرية أن السفن السياحية التي تمر بالنيل تهدئ من سرعتها أو تتوقف أمام الجبل، وتمتع بروعة المكان الذي يطل على النيل من 3 جوانب، بالإضافة إلى جمع المكان إلى متناقضين من جبل مرتفع، وبالقرب منه مياه وزروع خضراء، تخلق في النفس راحة وسكينة.