قام الاقتصاد في العصر المملوكي على الزراعة، فكانت المصدر الرئيسي للغذاء والثروة. اهتم المماليك في فترات قوتها خاصة في الدولة الأولى بتنظيم الري وإنشاء الترع والقنوات للحفاظ على خصوبة الأراضي وضمان إنتاج زراعي وفير. كما اعتمدوا على نظام دقيق في تقسيم الأراضي وفقًا لجودتها ومدى صلاحيتها للزراعة، مما ساهم في تحسين الإنتاجية وتوفير المحاصيل الأساسية. وقد كان لتصنيف الأراضي دور كبير في تحديد المحاصيل المناسبة لكل نوع، لكن في عصر الانحطاط المملوكي بارت الزراعة في مصر مما أثر على قوة المماليك وأضعف الدولة المصرية.
وفي هذه الفترة حمل كل نوع من الأرض تسمية معينة تميزه عن بقية الأنواع وما زالت بعض هذه المسميات موجودة حتى الآن وفيما يلي قائمة بأسماء الأراضي في العصر المملوكي.
- الباق
وهي من أجود أنواع الأراضي الزراعية، حيث تكون قد زرعت في العام الماضي بمحاصيل مثل البرسيم أو الحبوب أو البقوليات، مما يزيد من خصوبتها. وتُعد صالحة لزراعة القمح والكتان في الموسم الجديد نظرًا لما اكتسبته من عناصر غذائية من زراعات العام السابق.
- ري الشراقي
هي الأراضي التي لم تُزرع في العام الماضي وتركت لتجف، وعند ريّها بعد فترة الراحة تستعيد خصوبتها وتصبح مناسبة للزراعة. تُشبه في جودتها أراضي الباق.
3- البروبية أو البرايب
هذه الأراضي زُرعت بالقمح أو الشعير في العام الماضي، لكنها لا تعطي نفس إنتاجية أراضي الباق عند زراعتها بنفس المحاصيل مرة أخرى. يُفضل زراعتها بالبرسيم أو البقوليات لتستعيد خصوبتها وتتحول إلى أراضٍ من نوع الباق في الموسم التالي.
4- البقهامة أو السقماهية
وهي الأراضي التي زُرعت بالكتان في الموسم السابق. وعند زراعتها بالقمح في الموسم الجديد، يكون المحصول ضعيفًا وصغير الحب، مع تغير في لونه بسبب الإجهاد الذي تعرضت له التربة من زراعة الكتان.
5- الشتونية أو الشتاني
وهي الأراضي التي تم ريّها ثم تركت بائرة في العام الماضي، وتُعد جيدة للزراعة لكنها أقل خصوبة من أراضي الشراقي.
6- شق السلايح
وهي الأراضي التي تم ريّها ثم تُركت لتجف وتم حرثها لاحقًا. نظرًا لتعرضها لأشعة الشمس، فإنها تُشبه أراضي الباق وري الشراقي، حيث تعطي محصولًا ناجحًا عند زراعتها.
7- البرش النقاء
وهي الأراضي التي خلت تمامًا من بقايا الزراعة السابقة، مما يجعلها قابلة لزراعة أي نوع من المحاصيل. وإذا لم تُزرع، فإنها تُنتج نباتات برية صالحة للرعي.
8- الوسخ
وهي الأراضي التي تحتوي على بقايا نباتات غير مرغوبة لم يتمكن المزارعون من إزالتها بالكامل، فيضطرون لحرقها ثم زراعتها. يؤدي ذلك إلى نمو المحاصيل مختلطة مع نباتات أخرى مثل الحلفاء.
9- الوسخ الغالب
هذه الأراضي تحتوي على نباتات برية كثيفة تمنع زراعتها بشكل جيد، مما يجعلها تُستخدم كمراعي طبيعية.
10- الخرس
وهي الأراضي التي فسد قوامها بسبب انتشار النباتات غير الزراعية بكثرة، مما يمنع استخدامها في الزراعة. يُكثر وجودها في مناطق الصعيد الأعلى، وتُستخدم كمراعي مثل الأراضي الوسخ الغالب.
11- الشراقي
تشمل الأراضي التي لم تصلها مياه الري بسبب قلة منسوب مياه النيل أو ارتفاع مستوى الأرض أو وجود عوائق طبيعية تمنع وصول الماء إليها.
12- المستبحر
هي الأراضي المنخفضة التي تحتفظ بالماء لفترة طويلة بعد الري، مما يمنع زراعتها في الأوقات المناسبة، إذ يظل الماء راكدًا فيها.
13- السبخ
وهي الأراضي التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح، مما يجعلها غير صالحة لزراعة الحبوب. لكنها تُستخدم في زراعة بعض المحاصيل مثل الهليون والباذنجان والقصب الفارسي. تُوجد هذه الأراضي غالبًا في المناطق القريبة من البحر أو البحيرات المالحة.