01 - 05 - 2025

الفلاح القراري.. الجذور التاريخية والمعنى بين الماضي والحاضر

الفلاح القراري.. الجذور التاريخية والمعنى بين الماضي والحاضر

نستخدم في حياتنا اليومية العديد من المصطلحات دون أن نعرف أصلها أو السياق التاريخي الذي ظهرت فيه. ومن هذه المصطلحات كلمة فلاح قراري، التي تعود أصولها إلى العصر المملوكي، حيث كانت تُستخدم للإشارة إلى الفلاحين الأصليين المستقرين في القرى، تمييزًا لهم عن الفلاحين النازحين أو الطارئين، الذين كانوا يُعرفون باسم النائين، أي النازحين إلى القرى،ويطلق عليهم أيضًا اسم المنتجعين الذين وفدوا من خارجها.

خلال تلك الحقبة، ضمّت القرى المصرية فئات اجتماعية متعددة، كان من أبرزها المماليك، خاصة مماليك الحلقة الذين استعانت بهم الدولة في أوقات الحرب، ومنحتهم الأراضي لزراعتها في المقابل. إلى جانبهم، عاش العربان المستفلحون، وهم العرب الذين اختاروا العمل في الزراعة، فذابوا في القرى واكتسبوا الكثير من العادات والتقاليد الفلاحية، مع احتفاظهم ببعض خصائصهم الثقافية، مثل نطق القاف كافًا، وعدم الخضوع للسلطة، إضافة إلى عدائهم التقليدي للمماليك.

وفي ظل ري الحياض المعتمد على فيضان النيل وانتقال الفلاحين مع معايشهم في الرعي أو الزراعة من قرية إلى أخرى عرفت القرى المصرية الفلاحين النائين أي النازحين والفلاحين القرارية الأصلاء، أو «الفلاح القراري» التي تطلق الآن على الشخص الذي يعرف بواطن الأمور وعلى دراية بشعاب مكة لأنه من أهلها. فدائمًا «أهل مكة أدرى بشعابها».