01 - 05 - 2025

الأشقاء العرب وعلامة استفهام

الأشقاء العرب وعلامة استفهام

أمس الأول ذكر الرئيس السيسي بأن مصر دائماً كانت تقف بجوار أشقائها العرب / وكلنا نؤيد ذلك، وهو بحق محل فخرنا كمصريين، فالجامعة العربية أُنشئت على أكتاف مصر، والقومية العربية كانت في قلب المصريين، ولم يحدث أبداً أن منَت مصر على أيٍ من أشقائها العرب بدورها في مؤازرتهم، وليس ببعيد دعمها للمقاومة الجزائرية أو العُمانية أو العدنية نسبة إلى عدن (اليمن الجنوبي) ومؤازرة الكويت في محنتها المعروفة ..الخ. ولكن إذا كانت أخلاق مصر تمنعها من أن تمن بما أعطت لأشقائها العرب، فإنه من غير المعقول أن تتغاضى أو تتغافل أو لا تندد بما يقوم به أي من أشقائها العرب من أعمال وتصرفات تؤدي إلى ضرب اقتصادها في مقتل، وإلى محاربة الشعب المصري في أرزاقه، وأقصد بذلك ما يقوم به (أشقاؤنا الحوثيون) في اليمن من تهديد للسفن التجارية  العابرة في البحر الأحمر وعدن والخليج العربي، بما يؤثر تأثيرا فادحا على إيرادات قناة السويس، ويصرف شركات الملاحة العملاقة عن المرور في قناة السويس، وقد ذكر الرئيس السيسي أن خسارة مصر بعد الحرب بثماني شهور تقدر ب 6 مليارات دولار، وهو ما يعني أنها وصلت الآن إلى ما يقدر ب14 مليار دولار، وحجة الحوثيين (اليمنيين) أنهم يفعلون ذلك لإجبار إسرائيل على وقف العدوان المجرم على أبناء غزة، رغم أن إسرائيل ولا حتى الملاحة الدولية تأثرت بذلك، وإنما الذي تأثر وتضرر هو مصر، وقلنا: طالما وقفت الحرب فسوف يتوقف الحوثيون عن تهديدهم للملاحة الدولية، وتوقفوا لبعض الوقت ولكنهم عادوا الآن، بعد غلق إسرائيل للمعابر. بما يعني أنه لو فتحت إسرائيل المعابر سيتوقفون عن تهديد الملاحة الدولية، وبالتالي يتوقف التخريب المتعمد لقناة السويس المصرية، وأظن أنهم أي الحوثيين لن يتوقفوا عن تهديد الملاحة في قناة السويس، وسيخلقون الحجة تلو الأخرى وعندهم منها كثير، كوقف العدوان على الضفة الغربية أو العدوان على سوريا أو على لبنان ...الخ. للاستمرار في ذلك حتى يحصلوا من مصر على مقابل ما، واعتقد أن صمت مصر، وموقفها السلبي على هذا الفعل المشين، إذا أنه فضلا عن الخسارة الكبيرة في إيرادات قناة السويس فان اعتياد الملاحة الدولية استخدام طريق راس الرجاء الصالح بديلا لقناة السويس له عواقب وخيمة / لكن يجب ألا يفوتنا أن الصواريخ والمسيرات التي تهدد الملاحة الدولية مصدرها ايران/ وبعد النتائج الفاجعة لحرب غزة وما حدث لحزب الله وحماس، ظهر أن ضرب الملاحة لم يكن احد عوامل الضغط على إسرائيل لوقف القتال، وكما هو واضح لم يعد هناك من يتضرر من هذا العدوان إلا مصر وأصبح على  مصر ان تتحرك فورا، وتعلن تحميلها  إيران مسؤولية الأضرار بمصالح مصر وضرب اقتصادها دون مبرر، ودون أي مصلحة تجنيها القضية الفلسطينية، بل بالعكس فكيف تساعد مصر في إعمار غزة وهناك من يضرب اقتصادها مدعياً أنه يساعد فلسطيني غزة / يساعد شعب غزة التي تحملهم مصر في قلبها وعلى أكتافها، ومع ذلك يسببون هذا الضرر البالغ والأليم  للشعب الذي لم ولن يتخلى عن الشقيقة غزة

يا معالي وزير الخارجية

1- اصطحب خليل الحية ومعه موسى أبو مرزوق وغيرهما، واذهبوا إلى إيران وقابلوا المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي واجعلهم يقولون له بألسنتهم ليس هناك مصلحة لنا في إيذاء المصريين ومحاربتهم في أرزاقهم، فالعكس صحيح إذ لم يتخلى المصريون أبدا عن غزة ولا الغزاويين، نرجوك يا فخامة المرشد ويا شعب ايران وقف مد الحيثيين بالصواريخ التي تضرب اقتصاد مصر

2- اطلب من حركة حماس أن تتحدث  بشكل ودي أو غير ودي إلى الحوثيين لوقف العدوان على الملاحة الدولية لتأثيرها الخطير على الاقتصاد المصري، فمصر هي التي تتضرر لا إسرائيل.

أعتقد أن الأمور تفاقمت إلى الحد الذي يفرض علينا أن نتحرك / فوضع رأسنا في الرمال كما تفعل النعامة سيوردنا موارد التهلكة لا قدر الله.
-----------------------------
بقلم: فتحي عبدالغني


مقالات اخرى للكاتب

الاغتيال الثاني لعائلة الفايد