30 - 04 - 2025

في عددها الجديد السينمائي تحتفي بالنجمة التونسية (درة)

في عددها الجديد السينمائي تحتفي بالنجمة التونسية (درة)

ونحن نطل على العام الجديد..كان الهدف الأول من إصدار مجلة (السينمائي) لدى مؤسسها المخرج السينمائي سعد نعمة،هو سد ثغرة كبيرة لدى متابعي فن السينما في العراق والوطن العربي بشكل عام بوجود مجلة سينمائية متخصصة تكون لهم معيناً ومرجعاً سينمائياً، فضلاً عن إشاعة وتكريس الثقافة السينمائية الرصينة بعيداً عن التوجهات الفضفاضة التي اعتمدتها بعض المجلات هنا وهناك.

على مدى تسعة عشر عدداً صدر حتى الآن وحيث نعد لإصدار العدد العشرين، واظبنا في مجلس الإدارة وهيئة التحرير على مواصلة تحقيق هذا الهدف، الذي دعمناه في جعلها مستقلة في رؤيتها وتوجهاتها، مع العمل على أن تكون منبراً متخصصاً يقدم النقد، والأبحاث، والدراسات، والحوارات، والملفات السينمائية، بما في ذلك عروض الكتب، وأحدث الأفلام والأخبار، والمتابعات، والمهرجانات، لتكون منجماً للمعلومات الجديدة والتوثيقية المرتكزة على دراية ومعرفة عن فنون السينما وتاريخها في العراق الوطن العربي والعالم، ممّا أكسبها مكانة متميزة لدى الباحثين ونقاد السينما العراقيين والعرب.

تواصلاً مع هذ الهدف الجمالي كرسنا ملف العدد (نحو سينما عراقية كوميدية هادفة) لنفتح آفاقاً جديدة للفيلم العراقي غاب عنها طويلاً.. إذ من خلال الكوميديا يمكن معالجة كثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والسياسية، بما فيها قضايا الفساد والمفسدين، بعيداً عن هيمنة موضوعة الحروب والحصارات وإفرازاتها التي طغت على مضامين معظم إن لم يكن جميع الأفلام العراقية في المراحل السابقة، إلا ماندر، باستكتاب ومساهمة مجموعة من المعنيين بالسينما العراقية من الكتاب والنقاد والأكاديميين لتقديم رؤاهم وتصوراتهم ومقترحاتهم لحث السينمائيين العراقيين على تقديم أفلام سينمائية كوميدية تجمع بين المتعة والدهشة والإبهار افتقدناها طويلاً..

وكرسنا حوار العدد للنجمة التونسية (درة) التي فرضت حضورها في السينما المصرية وخاضت تجربة الإخراج للمرة الأولى في فيلمها الوثائقي (وين صرنا) الذي نجح عالمياً وخاضت فيه تجربة غنية برغم صعوبات التصوير في غزة، وقدمت فيه صوت غزة بطريقة مختلفة عن نشرات الأخبار.

كما انطوى العدد على باقة من القراءات النقدية والدراسات السينمائية النوعية، وانفردنا بنشر آخر ماكتبه المخرج والكاتب والمنظر السينمائي العراقي الراحل قيس الزبيدي كمقدمة كانت بمثابة دراسة متكاملة لكتاب السينما التجريبية للناقد السينمائي السوري صلاح سرميني والتي لم تنشر لأسباب فنية بحتة، مع إضاءة للدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الذي حصد فيه المخرج السينمائي العراقي المبدع عدي رشيد عن فيلمه الروائي (أناشيد آدم) جائزة أفضل سيناريو ليضيفها إلى رصيده خاصة والسينما العراقية عامة، فضلاً عن تقديم قضايا وتجارب ومتابعات سينمائية، توجت بعرض د.عقيل مهدي يوسف لكتاب (صناعة التزييف في السينما الامريكية) للكاتب د.حسين الطائي، وعرض لكتاب الناقد والمؤرخ السينمائي مهدي عباس (دليل شامل للفيلم الروائي الفلسطيني الطويل (1947 – 2024).

سنواصل مشوارنا الجمالي والفكري والثقافي والإبداعي بإصرار وثبات مع شركائنا الستراتيجيين، وفي مقدمتهم وزير الثقافة والسياحة والآثار أ.د.أحمد فكاك البدراني، ووكيل الوزارة للشؤون الثقافية أ.د.فاضل محمد حسين البدراني، ونقيب الفنانين العراقيين مدير عام دائرة السينما والمسرح د.جبار جودي، ومستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية د.عارف الساعدي، وفنان اليونسكو للسلام الموسيقار العالمي نصير شمة، ورئيس رابطة المصارف الخاصة العرقية أ. وديع الحنظل، والمدير التنفيذي لرابطة المصارف العراقية الخاصة أ. علي طارق، الذين دأبوا – مشكورين وكلاً من موقعه - على مواصلة الدعم والرعاية لـ(السينمائي)، على طريق خدمة سينمائيينا المسكونين والمتشبثين بأحلامهم نحو صناعة سينما عراقية متقدمة في الشكل والمضمون.