طالعتنا الأخبار المصرية بمرئية لوكيلة مدرسة بمحافظة الشرقية المصرية وقد ذهبت إلى زوجها مدير مدرسة فى اصطفاف الصباح والتلاميذ والمدرسون وقوف فأهدته باقة ورد، وقبلت يده ورأسه ووجنتيه تهنئة لجراحة قد شفى منها، فلما ذاعت المشاهد بذلك عاقبتهما الإدارة التعليمية بخصم سبعة أيام من الراتب ونقلهما!
ولو تَعَقَّل المحققون وأهل الإدارة وموظفو الوزارة لعلموا أن هذه الوكيلة الموقرة لم تعمل إلا عملًا تعليميًّا أخلاقيًا محضًا، ولأجزلوا لها الشكر ولَكرَّموها، فإن الفاضلة الوكيلة قد أحسنت ولم تسئ، بل هى قد قدمت الأسوة الحسنة لأمة كاملة من النشء المتربى على مرئيات (تيك توك) ومقاطع (فيس بوك) فى بيوت قَلَّ فيها معرفة الحقوق والتوقير، فأتت هذه المعلمة الموقرة على أعين الناس فضربت بنفسها القدوة الصالحة للزوجة الصالحة، والقدوة هى عين عمل المعلم، وقد أقامتها الزوجة الوكيلة على الوجه التام، فعلامَ العقوبات والجزاءات؟! لقد كان الأَوْلَى تكريم هذين الزوجين الفاضلين، وإن صنيعها هذا جدير أن يحث المعنيين فى الوزارة أن يستحدثوا (محاضرات مدرسية فى التربية الأسرية) لتعليم النشء كيف يكون توقير المرأة زوجها، وأن تكون إذاعة مشهد الوكيلة وزوجها المدير جزءًا من تدريس هذه المادة، وأن يسجل هذان الزوجان هذه المحاضرات فى (التربية الأسرية) وتذاع على طلاب وطالبات الثانوى، فإنه قد كثر الطلاق والشقاق فى مصر حين غاب عن البيوت الخلق الفاضل بين الزوجين.
وتوصية أخيرة لأهل التحقيقات فى أى موقع، ليس كل ما ذاع وانتشر على الشبكات يستحق الجزاءات والعقوبات.
---------------------------
بقلم: محمد زين العابدين
[email protected]