في رأيي أن حماس الرئيس الأمريكي سوف يهدأ بعد فترة ..
فقط هي مسألة وقت..
فشخصية دونالد ترامب هي شخصية تاجر مغامر و مساوم، و مقامر يحب الظهور بصورة سوبرمان البطل الخارق ، لهذا فهو يرفع سقف مطالبه لما يفوق توقعات خصمه ليسبب له صدمة تربكه و يضعه موقف المدافع ضد هذا اللامعقول وهنا يلعب على ابتزازه كطرف ضعيف ليحصل منه على أكبر قدر من المكاسب.
من هنا جاء مشروعه لغزة مشروعا يدخل ضمن اللامعقول واللامتوقع، وهو ليس إلا محاولة لإبتزاز العرب وخاصة الخليج للحصول على أكبر قدر من المكاسب لإسرائيل وأكبر قدر من الإستثمارات الخليجية في أمريكا، إضافة الى تحميل الخليج تكلفة إعادة إعمار غزة و قبولهم بالمشروعات الإسرائيلية بها سواء أكانت تخص قناة جوريون أو غيرها من المشروعات المقترحة هناك طبعا مع محاولة تلبية رغبة اسرائيل في التوسع على حساب مصر و الاردن ..
الحل:
اولا: الرفض بقوة للمشروع من كل الدول العربية هو أحد أهم الحلول.
ثانيا: رفع سقف المطالب العربية بنفس أسلوب ترامب و التمسك بقرارات مجلس الامن بإقامة دولة فلسطينية حدود 1967.
ثالثا: استغلال رغبته في الحصول على جائزة نوبل للسلام ، و ذلك بإختراع جائزة عربية خاصة به تصفه بأنه رجل السلام ..
هذه الجائزة أو هذا الوصف سوف يُطرب ترامب و يجعله يحاول ان يتقمص شخصية رجل السلام، فيستجيب لبعض المطالب العربية.
الرئيس الأمريكي لن يقدم على الإنخراط في حروب خارج أرضه، لأنه وعد بإنهاء الحروب الدائرة في العالم و لأن الشعب الأمريكي لن يقبل بحروب جديدة ..
كسب الوقت يجب أن يكون هدفا ، لأنه مع الوقت سوف يغوص ترامب في مشكلات الداخل الأمريكي، خاصة و قد بدأت شعبيته في التراجع بسرعة و قبل ان يكمل شهرا واحدا في السلطة ..
و لو عدنا الى أسباب انتخاب دونالد ترامب لوجدنا أنها تلخصت في سببين:
الأول: عدم رضاء معظم الشعب الأمريكي عن القوانين التي سنها الديمقراط للتحول الجنسي للأطفال دون الرجوع للأهل ، و تقنين الشذوذ.
السبب الثاني: هو الحالة الاقتصادية المتردية و موجات ارتفاع الأسعار المتتالية التي حدثت خلال فترة تولي بايدن.
في خلال الشهر الأول من حكمه اتخذ إجراءات تخص السبب الأول ، لكنه أصدر قرارات كثيرة أخرى تخص المهاجرين لم يقبلها المجتمع الأمريكي و تم رفع عدد من القضايا ضده و إبطال بعض قراراته ،كذلك تواجه قراراته الاقتصادية رفضا و خاصة تلك التي نتج عنها ارتفاع مفاجئ في أسعار السلع المختلفة مع توقعات بزيادة اخرى قد تصل الى 35% على كل السلع داخل امريكا ، الأمر اذا ما طبق مشروع التعريفة الجمركية على السلع المستوردة ، و هو الأمر الذي جعل الناخب الأمريكي يتراجع شيئا فشيئا عن تأييده لترامب.
في استطلاع رأي أجري مؤخرا انخفضت شعبيته إلى 43% مؤيدين مقابل 57% معارضين لقراراته، و كلما زادت الأسعار تزداد الأزمات داخل أمريكا و تزداد نسبة معارضيه في الشارع الأمريكي و ربما داخل حزب المحافظين الذي ينتمي إليه و الذي يسيطر على أغلبية في مجلسي الشيوخ و النواب ، هذه المعارضة سوف تمتص بعضا من طاقة الرجل الذي يبحث عن نجاحات تجعله بطلا قوميا.
من جانب آخر هناك أيضا جبهة رافضة لسيناريو غزة الذي طرحه ترامب تضم العرب و المسلمين الذين يحملون الجنسية الأمريكية و الذين أيدوا ترامب في الانتخابات و قد اعترف أنهم كانوا أحد اسباب فوزه ، كذلك هناك أعداد أخرى من المواطنين الأمريكيين بينهم اليهود الذين لا يعترفون بدولة الكيان الصهيوني و يؤيدون إقامة دولة فلسطينية على أرض فلسطين، كل هؤلاء يرفضون مشروع ترامب لحل القضية الفلسطينية..
لهذه الأسباب فإن حماس دونالد ترامب سوف يفتر مع الوقت ..
المهم أن يتعامل العرب مع شخصية ترامب وفق خطة مدروسة ورؤية موحدة لا انقسام فيها ولا مواقف متباينة ، و أن يتم إعلان موقفهم لإحراجه أمام المواطن الأمريكي الذي يحاول ترامب ان يظهر أمامه بصورة سوبرمان الخارق الذي يستطيع هزيمة الجميع ..
----------------------------------
بقلم: إلهام عبد العال