04 - 05 - 2025

الردع الاستراتيجي للقوة الغاشمة الصهيو أمريكية

الردع الاستراتيجي للقوة الغاشمة الصهيو أمريكية

في ظل التطورات العالمية والهيمنة الأمريكية الصهيونية، وفي ظل تطور الأحداث، والغرور والتسلط الأمريكي الصهيوني، الذي بات الآن تحت إدارة أمريكية صهيونية حتى النخاع، وبعد كل التصريحات التي تفقد الدول العربية والإسلامية سيادتها، وفي ظل هذا الرئيس المنفلت المتصهين ، يصبح من الضروري أن نطلق العنان لقوة الشباب، ونوفر لهم الحرية الكاملة لإخراج الطاقات الكامنة، وتسخيرها في بناء منظومات ردع غير تقليدية.

و في عالم اليوم، حيث تتسارع التطورات التكنولوجية، أصبح واضحًا أن الاعتماد الحصري على أسلحة الردع التقليدية لم يعد كافيًا للحفاظ على التوازن الاستراتيجي. فبينما تستمر الدول الكبرى في سباق التسلح النووي وتطوير أنظمة صاروخية متقدمة مثل صواريخ "باتريوت" و"إس-400"، يبقى السؤال: هل يمكن تحقيق قوة ردع مماثلة أو تفوقها باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى الاستثمار الهائل في الترسانة النووية؟

الإجابة تكمن في ابتكار مفهوم جديد للردع يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وليس على الدمار التقليدي. يمكننا تطوير منظومات دفاع وهجوم ذكية، قادرة على خلق توازن استراتيجي دون الحاجة إلى سباق التسلح التقليدي، بل بتكلفة أقل بكثير وفعالية أكبر.

الذكاء الاصطناعي كأداة ردع

الذكاء الاصطناعي قادر على إعادة تعريف مفهوم الردع من خلال:

1. الدرونز الهجومية الذكية: يمكن تصميم أسراب من الطائرات المسيرة التي تعمل بأنظمة ذكاء اصطناعي متطورة، قادرة على التحرك بشكل ذاتي، والتنسيق فيما بينها، واستهداف الأهداف الاستراتيجية بدقة متناهية. هذه الدرونز يمكن أن تحل محل الصواريخ الباليستية والطائرات المقاتلة التقليدية.

2. الحروب السيبرانية المتقدمة: يمكن بناء أنظمة هجومية دفاعية إلكترونية قادرة على شل أنظمة الاتصالات والبنية التحتية للعدو دون الحاجة لاستخدام القوة العسكرية المباشرة.

3. أنظمة الدفاع الجوي الذكية: بدلاً من الإنفاق على منظومات مكلفة مثل "باتريوت"، يمكن تطوير شبكة دفاعية تعتمد على مستشعرات الذكاء الاصطناعي، بحيث تكتشف الطائرات والصواريخ وتعترضها تلقائيًا عبر وسائل غير تقليدية مثل الدرونز المضادة أو الليزر الموجه.

4. التشويش والتضليل الذكي: يمكن استغلال الذكاء الاصطناعي في تطوير تقنيات خداع إلكتروني تستطيع تضليل أنظمة الرادار والصواريخ الذكية، مما يجعل الأهداف غير مرئية أو يوجه الصواريخ نحو أهداف خاطئة.

تكلفة أقل، فعالية أكبر

عند مقارنة تكلفة تطوير هذه الأنظمة بتكلفة الأسلحة التقليدية، نجد أن تكلفة منظومة دفاعية أو هجومية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لا تصل إلى جزء صغير من تكلفة صاروخ واحد من منظومة "باتريوت"، التي قد تصل تكلفته إلى أكثر من 3 ملايين دولار. في المقابل، يمكن تصميم درون ذكي بقدرات متقدمة بأقل من 50,000 دولار، وإذا تم تشغيله ضمن سرب منسق، فإنه يستطيع تنفيذ عمليات أكثر دقة وفاعلية من الصواريخ التقليدية.

التحديات والعوائق

رغم أن هذا النموذج الجديد للردع يبدو مغريًا، إلا أنه يواجه بعض التحديات، مثل:

- الحاجة إلى بنية تحتية رقمية متقدمة.

- تطوير برمجيات ذكاء اصطناعي قادرة على اتخاذ قرارات آنية دون تدخل بشري.

- حماية هذه الأنظمة من الاختراق السيبراني.

نحو توازن جديد في القوى

إذا كانت الدول الكبرى تعتمد على الردع النووي لحماية نفسها، فإن الدول الأخرى تستطيع خلق توازن استراتيجي من خلال استثمارات ذكية في تقنيات الذكاء الاصطناعي. فبدلًا من الدخول في سباق تسلح مكلف ومدمر، يمكن استغلال العقول المبدعة في تطوير حلول ردع حديثة، تغير شكل الصراع العسكري، وتحول ميزان القوى لصالح من يمتلك التكنولوجيا وليس من يمتلك أكبر ترسانة نووية.

في النهاية، من يسيطر على الذكاء الاصطناعي، يسيطر على مستقبل الأمن العالمي.

إن هذا الجيل يمتلك أدوات غير مسبوقة من المعرفة والتكنولوجيا، ويمكنه تجاوز القيود التقليدية التي فرضتها الأنظمة الحاكمة القديمة. إذا ما تم تمكين الشباب، وإتاحة الفرصة لهم للابتكار بحرية، فإنهم قادرون على قلب موازين القوى، ليس عبر الأسلحة التقليدية، بل عبر الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الرقمية، وحروب المستقبل التي لا تعتمد على الدمار، بل على شل قدرات العدو وإفقاده السيطرة.

إن الردع الحقيقي اليوم لم يعد في عدد الصواريخ أو حجم الجيوش، بل في قدرة الشعوب على امتلاك التكنولوجيا، والتحكم في المعلومات، واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد مصيرها بنفسها، بعيدًا عن الهيمنة المفروضة عليها.
----------------------------
بقلم: عز الدين الهواري



مقالات اخرى للكاتب

محكمة الذكاء الاصطناعي التجارية: ثورة فى عالم العدالة الرقمية