ناقشت الباحثة المصرية سارة نجيب أطروحتها لنيل درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب جامعة القاهرة في موضوع تجليات الحداثة في الغزل العباسي (دراسة فنية لنماذج مختارة)، وعقدت لجنة المناقشة بقاعة الدكتورة سهير القلماوي بالمبنى الرئيسي لكلية الآداب.
وتناولت الأطروحة موضوع الغزل العباسي، ومدى تأثُّره بالحداثة التي برزت في ذلك العصر، وتكونت الدراسة من مقدمة نظرية تُوضِّح مفهوم الحداثة لُغةً واصطلاحًا، مع تناول المصطلح كما طرحه النقاد العرب والغربيون قديمًا وحديثًا، كما تتطرقت إلى مبادئ الحداثة والفروق بين مصطلحات الحداثة، والجدَّة، والمعاصرة، إلى جانب أوجه التشابه والاختلاف بين الحداثة العربية والحداثة الغربية، وأبرزت ملامح التجديد في بنية القصيدة الغزلية، وذلك من خلال مناقشة عناصر مثل عمود الشعر، البديع، والطلل.
كما ناقشت الأطروحة الحضارة العباسية وتتبعت تطورها على المستويات السياسية، والحضارية، والدينية، والفنية، كما استعرضت أبرز الشعراء المُحدَثين ودورهم في تشكيل الحداثة العباسية وإسهاماتهم فيها، وتناولت عوامل تشكّل غزل الحداثة العباسية واتجاهاته، بداية من الغزل التقليدي الذي ظهر في مقدمات القصائد، بالإضافة إلى الغزل العذري والغزل المادي، وصولًا إلى الاتجاهات المستحدثة في الغزل، مثل الغزل بالجواري، والغزل بالمذكر، الذي يشمل الغزل بالغلمان والغلاميات، وكذلك الغزل بالخمر.
وركزت سارة نجيب في أطروحتها على تبيان مستويات الحداثة في الغزل من حيث اللغة، والصورة الفنية، والموسيقا الداخلية والخارجية، واختُتمت الدراسة بالخاتمة التي تضمنت أهم النتائج والتوصيات التي خلص إليها البحث ومن أهم هذه النتائج التي توصلت إليها الباحثة:
- أن القصيدة الغزلية تعرَّضت للتجديد والتطوير في شكلها، ومضمونها، فأثَّرت حركة الحداثة العباسية على القصيدة الغزليَّة؛ فتغيَّر شعر الغزل ومثَّل عادات العصر.
- تحررت القصيدة الغزلية من بعض القيود المفروضة عليها؛ فتغيَّر الشكل، وتغيَّر المضمون، وثارت القصيدة على القيم (العمود شعرية)، ومنها الابتعاد عن البدء بالأطلال في مقابل الخمر.
- ظهرت الحداثة في إيقاع الشعر الجديد وتطور أوزانه، واقتراب لغته من لغة الحياة، كما تغير البناء الفني، وعبَّر الشعراء عن أحاسيسهم، وشعورهم تجاه الحبيبة.
- تميَّزت الألفاظ بالابتكار في الصيغ اللغوية، وشاع فيها الجدة والطرافة أيضًا، كما استنبطوا الكثير من دقائقها، مُحدثين في البنية اللغوية والصرفية والنحوية أيضًا.
- قلة القصائد الطويلة والاتجاه للمقطوعات والقصائد القصيرة، وهو ما رآه الشعراء مناسبًا للغرض من النص ولسهولة حفظه للجواري المغنيات الأعجميات- لاستخدامه في الغناء.
- ظهرت الحداثة أيضًا في الموسيقا الداخلية والخارجية للقصيدة الغزلية، فاستخدمت الأوزان القصيرة والمجزوءة؛ لتطويع النصوص الغزلية الشعرية لأصوات الغناء في هذا العصر، كما اخترعوا أوزانًا جديدة توافق أصوات الغناء والمغنين.
وبعد انتهاء المناقشة أقرت اللجنة العلمية منح الباحثة سارة نجيب درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وقد تكونت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور أحمد عبدالعزيز أستاذ الأدب المقارن بآداب القاهرة والمشرف على الرسالة ورئيس لجنة المناقشة، والأستاذ الدكتور عرفة حلمي عباس المشرف المشارك على الرسالة، والأستاذ الدكتور عبدالله التطاوي أستاذ النقد بكلية الآداب جامعة القاهرة عضوًا مناقشًا، والأستاذ الدكتور جمال محمود عيسوي عضوًا مناقشًا
