05 - 05 - 2025

روبوت العم سامكو

روبوت العم سامكو

أي إنسان يتأمل تصريحات ترامب سيصدم بما تتضمنه من غرابة، وربما يضعها في خانة ما يسمى بـ ( من خارج الصندوق ) فمن هذه التصريحات  ضم  دولة كندا إلى الولايات المتحدة لتصبح الولاية رقم 52.. شراء جرين لاند من الدنمارك.. عبور السفن الامريكية في قناة بنما بدون دفع رسوم.. ترحيل أهالي غزة من بلدهم ووضعهم في أي مكان آخر كأنهم قطع شطرنج او قوالب طوب وليسوا بشرا من دم ولحم ومشاعر وتاريخ وثقافة.

وطلع علينا نتنياهو هو الاخر بتصريح من نفس الجنس وهو نقل أهالي غزة ( شيلة بيلة ) في لواري في مقطورات في جرافات أو مشياً على الأقدام إلى المملكة العربية السعودية شاسعة الاتساع والمفتقرة إلى مزيد من البشر يملأون ساحاتها وجبالها وشعابها (ويا بخت من نفع واستنفع). 

لو وضعنا هذه التوجهات والتجليات مع بعضها لن يصعب علينا رؤية أصابع أو أنامل الذكاء الصناعي وهي تقدم مثل هذه الحلول، فهي لا تخلو من منطق وربما تكون بديهيات اختبأت وراء طرق تقليدية في التفكير ، إذ تبدو نظرياً عملية جداً، وهذه هي الطريقة التي يفكر بها الذكاء الصناعي ( 1+ 1 = 2 ) لا 2 وربع ولا 2 ونص هو "2" السعودية فاضية نملأها / جرين لاند غير مستغلة نستغلها /  احنا  حفرنا قناة بنما بفلوسنا  ورجالنا نمر منها ولا ندفع  سنتاً واحداً / أنا قوي وانت ضعيف عليك ان تطيعني، تسميه يمين متطرف ، يمين متعجرف ، المنطق يقول هذا  والذكاء الصناعي قائم على المنطق (منطقهم عار من أي إنسانية) / لا استبعد ان تكون هناك فضيحة كبرى في الطريق سوف تلاحق هذا التشكيل العصابي المنطقي، ترامب ونتنياهو و آلان ماسك، و ما يدفع به هؤلاء الفتية من أفكار يدعون أنها من خارج الصندوق بينما هي أفكار قدمها ربوت (انسان آلي) دفع ألان ماسك في صنعه أكثر من ثلاثة مليارات دولار وقدمه هدية لصديقه ترامب، وربما أعطاه اسم العم سامكو، وإذا كان هذا صحيحاً فهناك كارثة كبرى في طريقها إلى  عالمنا المعاصر فقد يرى العم سامكو بفكره المجرد وأساليبه الرياضية البحتة وقريحته الفذة غير المسبوقة وبمنطقه المفرط، انه طالما أن الموت هو نهاية كل حي فلماذا يكون غداً وليس اليوم، لماذا يقبل هذا الإنسان الأبله أن يعاني من المرض والشيخوخة يوماً بعد يوم حتى يلقى حتفه لماذا لا يلقاه اليوم ويتجنب كل هذا العذاب، فيكون القرار حرباً نووية لا تبقى ولا تذر شكراً للتشكيل العصابي الذي يجلس في كابينة قيادة عالمنا المعاصر قليل البخت.
------------------------------
بقلم: فتحي عبدالغني


مقالات اخرى للكاتب

سفير السعودية  لدى مصر يستقبل المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي