05 - 05 - 2025

حتي ترامب لديه عندنا أرامل !

حتي ترامب لديه عندنا أرامل !

متابعة بعض ردود فعل النخب العربية يكشف عن عورات فكرية لا تخجل من توريط السلطات العربية كي تواصل السقوط في نفس الحفر مرات ومرات .

ما زال البعض يصر على الغناء من نفس النوت القديمة ، والمدهش أن بعضهم في مصر مثلا كانوا أركان فكر وسياسات الحزب الوطني الديمقراطي وكهنة معبد تهاوت جدرانه في 18 يوما ، وكأنه كان بيتاً من ورق .

نفس الشغف والتلهف علي الإلتصاق بعدو لم يخف تهديده للأمن القومي العربي ، بل ولا يتوقف عن إحتقار وإزدراء مواقفهم التابعة الذليلة .. نفس الدونية وهوان الإستلاب في مواجهة عدو أسقط كل أقنعته ، وكشف عن خططه الأصلية في تدمير بلادنا واختراقها ، بلا أي إكتراث .

هناك تسجيلات بلا حصر يسخر فيها ترامب من العرب والمسلمين، بل ومن الدين الإسلامي نفسه، وقد أصبح يمثل توجها في اليمين الأمريكي المحافظ الذي يتزايد تأثيره في المجتمع الأمريكي، لدرجة أنه يسيطر الآن علي الكونجرس الأمريكي بمجلسيه، أي أنه يعبر بشكل لا مراء فيه عن حالة عنصرية تمثل تهديدا حقيقيا للأمن القومي العربي .

لقد كانت الإدارات الأمريكية المتعاقبة فيما مضي، تحرص علي الاقل علي تغليف سياساتها المعادية لمصالحنا ببعض السلوفان الملون كي نخدع أنفسنا، عن طريق أولئك الذين أرضعتهم المنح الدراسية الأمريكية، ومراسم الحج السنوية إلي واشنطن لتلقي التعليمات، والعودة كي يبشروا في العواصم العربية بمزامير السلام الأمريكية .

ولم تكن آخرهم إدارة  جو بايدن - منتهي الصلاحية- الذي هرع إلي الكيان الصهيوني ، كي يرأس مجلس حرب بعد عملية "طوفان الأقصي"، ثم تناثر أحباره من الأكاديميين العرب، في استوديوهات الفضائيات العربية، كي يفسروا الأسباب التي اضطرته أن يعلن أنه "صهيوني"، أو يبذلون تهتكا علميا في محاولة إثبات أنه "ودرو ولسن" الألفية الثالثة!.

السؤال البديهي لأهل كوبنهاجن وحواة أكروبات السلام ونوم العازب وعجين الفلاحة، عبيد السبوبة الأكاديمية الأمريكية .. لو كانت لأفكاركم اللوذعية قيمة، هل كان يسقط مبارك وهو يغمغم بفلسفتكم :"خليهم يتسلوا !" .

أن وظيفة مثل هؤلاء عبر التاريخ هي التسلق اللبلابي علي جدران أي سلطة، حتي تتهاوي تلك الجدران بفعل غبائهم الإستراتيجي، ثم يسارعون في التلون لتسلق الجدار الجديد .

أنهم لا يخجلون ، ومثل " البوربون " عادوا دون أن يتعلموا شيئا أو ينسوا شيئا ، وكما يقال عادة عن مثل هؤلاء الأرامل : "ليست الثكلي كالنائحة المستأجرة" . . لن يصدقكم أحد !.
--------------------------------------
بقلم السفير: معصوم مرزوق
*مساعد وزير الخارجية الأسبق

مقالات اخرى للكاتب

محاكمة قناة السويس في بريطانيا!