30 - 04 - 2025

كيف نواجه الطبعة الجديدة من هتلر؟

كيف نواجه الطبعة الجديدة من هتلر؟

تصريحات ترامب بعد لقائه نتانياهو بأن بلاده ستتسلم غزة وتسويها بالأرض لتحويلها إلى "ريفيرا" حسب زعمه وأن مصر والأردن ستقدمان اراضي بديلة لأهلنا في غزة "رغم ما تقولانه" تشير إلى أن المنطقة مقبلة على تحد من نوع جديد، لا يشبهه في العقود الماضية إلا العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ، صحيح أن الغزو لم يبدأ بعد ، ولكن نوايا ترامب واضحة وضوح الشمس لدرجة دفعت السيناتور  كريس ميرفي إلى القول : "ترامب يريد أن يغزو غزة وهو الامر الذي سيؤدي إلى آلاف القتلى. لقد فقد عقله"!!.

الأمر أبعد من غزة ذاتها فوفقا لمفال د.نادية حلمي في "مودرن ديبلوماسي" فإن الهدف الحقيقي لخطة التهجير هو تمكين إسرائيل من السيطرة على كل خطوط الشحن والنقل البحري العالمي عبر ميناء بن جوريون. الفكرة ليست وليدة اليوم ، ففي قمة مجموعة العشرين بدلهي في سبتمبر 2023، وقعت الولايات المتحدة مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية والهند والإمارات العربية المتحدة وفرنسا وأوروبا وألمانيا وإيطاليا لتطوير مشروع "الممر الاقتصادي، كمشروع استخباراتي أميركي وإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة مشروع "طريق الحرير" الصيني والحد من نفوذ قناة السويس المصرية في التجارة الدولية، ومن ثم فإن إخلاء عزة "المتخيل" يستهدف مبادرة "الحزام والطريق" و"قتل" قناة السويس.

ليست المنطقة العربية معدومة الإمكانيات البشرية والمادية حتى تتهاوى أمام "ضغوط وغزو" كما حدث في الغزو التتري او الحملات الصليبية، فالإمكانات العربية كفيلة بأن تبني كتلة سياسية واقتصادية مرهوبة الجانب ، لكن المشكلة أن ترامب يتعامل مع الزعماء فرادى، وللأسف ليس هناك الوعي الكافي بأهمية التوحد الذي ظللنا على مدى عقود نحارب من أجله، فتحولت مؤسسة الجامعة العربية إلى كيان هزيل لا يقنع حتى الموظفين فيه.

التفكير في تصفية القضية الفلسطينية على النحو الذي شرع فيه ترامب سيزلزل المنطقة بأكملها، وقد يؤدي إلى تداعيات لا يعرف أحد مداها، فلن يستقر عرش في المنطقة مهما بلغت قوته إذا ساير الجنون الأمريكي أو خضع للابتزاز والتهديد. ترامب لا يختلف في شيء عن هتلر وموسوليني، ومن ثم فإن الأمر يستلزم من الحكومات العربية إنشاء جبهة تتحدث بصوت واحد وتلزم نفسها بمباديء لا تحيد عنها - وليس ان تقول في الغرف المغلقة عكس ما يقال في العلن - كما أن هناك أطراف دولية ستتضرر أهمها الصين وروسيا، وواجب الوقت يفرض على كل الأنظمة فك ارتباطها - بالطاعون الأمريكي - والتحالف مع هذه الأطراف.

الأمر يستلزم أيضا حشد الشعوب وتوعيتها بالخطر المتربص بنا. فترامب كما صرح قبل 24 ساعة يرى أن إسرائيل في المنطقة تشبه سن القلم على الطاولة الموجودة أمامه ، ومن ثم ينبغي توسيعها وإخلاء أراض في دول مجاورة لها!

ورغم أن المحنة شديدة والخطر داهم هذه المرة إلا أنه لو استيقظنا من سباتنا المزمن وتوحدت خطانا وصارت الأنظمة والشعوب على قلب رجل واحد لتمكننا من كسر أنف أمريكا وإسرائيل ، ولنا في المقاومة البطولية التي أبدتها غزة خير نموذج ومثل.
-----------------------------
بقلم: مجدي شندي

مقالات اخرى للكاتب