بداية يطيب لى التأكيد على حبى واحترامى للكابتن محمود الخطيب أحد جواهر كرة القدم المصرية - مع حسن الشاذلى ومصطفى رياض وحسن شحاتة ورضا وشحتة وعلى ابو جريشة وسيد عبدالرازق - التى قل أن يجود الزمان بمثلها.. أحببت الخطيب اللاعب الفذ وتعاطفت معه وهو يعتزل فى قمة مجده، وهو يوجه رسالة للجماهير من كلمتين فقط (ألف شكر) قالها وكررها عشرات المرات.
والحقيقة المؤكدة التى يصعب الاختلاف عليها أن قدرات ومواهب الخطيب اللاعب تفوق كثيرا قدراته ومواهبه كإداري وكرئيس للنادي الأهلى الذى يعتبره البعض أكبر حزب وأقوي جماعة ضغط فى مصر.
صحيح أن مشوار الخطيب كان يعطيه الحق فى السعى لأن يصبح رئيسا للنادي الاهلى، مقتديا بسابقيه المايسترو صالح سليم والكابتن حسن حمدي.. وبالفعل أصبح الخطيب رئيسا للنادي الاهلى مرة وأعيد انتخابه ثانية.
وفى رأيى المتواضع أن الاهلى ليس فى أفضل حالاته، ونظرة واحدة لنتائجه المتقلبة، ونظرة واحدة للمشكلات المعلنة والخفية التى تحدث فى غرفة ملابس اللاعبين تؤكد أن الأهلى يعاني، وأنه لو استمر على هذه الحال قد يفقد الكثير.. والأخطر أن جماهيره العظيمة والمحبة لناديها حبا يفوق الوصف والتصور قد تنقلب وقد تثور، وقد تطلق هتافات لا يحب أن يسمعها أحد من مسؤولى الأهلي.
لا أملك معلومة واضحة عن وجود دستور للنادي الاهلى وإمكانية تعديل هذا الدستور من عدمه، بحيث يسمح لشخص واحد برئاسة النادي مدي الحياة، ولا أعلم يقينا عدد مدد الرئاسة التى يمكن أن يشغلها فرد واحد.. غير أننى أتمنى على الكابتن محمود الخطيب أن يرفض كل دعوات استمراره فى رئاسة النادي الأهلي، وأتمنى عليه أن يترك مكانه طواعية، ويسمح لدماء جديدة وفكر جديد بإدارة النادي، ويتفرغ هو للاستمتاع بالتقاعد والحياة مع أولاده وأحفاده، والأهم الاستمتاع بحب كل جماهير الأهلي، بل وكل عشاق الكرة فى مصر والعالم العربى وأفريقيا.
أعلم أن الخطيب عاشق ومحب للنادي الأهلي، ويتمنى كل الخير للنادي ويخاف عليه، غير أن ذلك ينبغي ألا يجعله يفكر فى رئاسة النادي مدي الحياة.. ولعله يدرك جيدا أن الكل يذهب ويبقى النادي وتبقى جماهيره أجيالا وراء أجيال.. رحل الفريق مرتجى وبقى الأهلى ورحل صالح سليم وبقى الأهلى...فالأهلى هو الأصل ..
والمؤكد أن ترك المنصب طواعية والجماهير تصفق وتقدم التحيات، أفضل كثيرا من ترك المنصب بالإكراه والجماهير تطلق اللعنات.
------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج