هناك ثوابت وطنية لا يستطيع الرئيس تجاوزها خاصة فيما يتعلق بالأمن القومي المصري وامتداده العربي، والمسألة منتهية وهي من المسلمات السياسية والبديهية، أما أن يخرج علينا كاتب واعلامي شهير واصفا حالة الغضب الشعبي المصري ضد الغطرسة الأمريكية بأنه تفويض للرئيس فهذا عفن سياسي لابد أن يتوقف، وهو يضر بالرئيس وبحالة القبول والرضا عن موقفه السياسي الأخير، وهذا الكاتب والاعلامي يتصرف كمراهق سياسي لا يزن الأمور ويجهلها، فهل أي رئيس بحاجة إلي تفويض لاتخاذ اي قرار مصيري المفروض أنه يتمتع بالشرعية والقبول، وليس بحاجة بأن يشحذ الولاء الشعبي طوال الوقت وقد حدد له الدستور مهام عمله واختصاصاته، هذه واحدة .. أما الثانية فهناك فرق بين الشعب وكومبارسات السياسة وهم كعمال التراحيل يجمعهم مقاولو الأنفار (موالى الأحزاب الوهمية) ليقوموا باللقطة ثم يعودوا أدراجهم الي قهوة (بعرة السياسية).
أما الشعب الحقيقي فيغلي غضبا وهو مع الرئيس تماما في هذه المواجهة، وهذا يعكس عبقرية هذا الشعب ووعيه وإحساسه بأمنه القومي، فقد نحي الجميع خلافاتهم السياسية ومعاناتهم اليومية وحدثت حالة من الإصطفاف الحقيقي غير المرتب والمعد للتصوير، كما يفعل قادة الاحزاب إياها.. يامن تتصدرون المشهد كذبا وادعاء تراجعوا وتعلموا فنون السياسة من هذا الشعب، وكفاكم زيفا ونفاقا لقد مللناكم.
فلقد رأي هذا الشعب أن مصر الدولة بردها القوي علي الغطرسة الأمريكية قد انتقلت من المقعد الخلفي الذي جلست فيه سنين عددا لتقبض علي المقود وتقود المنطقة من جديد، مصر تصحح الآن ما أخطأته فيما مضي، فقد قفز علي الدور المصري في المنطقة وخارجها أقزام كثيرون، واقول للرئيس أنه لابد أن يستثمر هذ الإجماع بالشكل المناسب، وأن يتم أرسال الوفود الشعبية إلي الدول العربية الشقيقة لعمل لقاءات شعبية وشرح حقيقة الدور المصري تجاه القضية وشحذ الهمم لما هو قادم، وعلي المستوي الدبلوماسي يتم إعلام كل سفراء العالم العاملين بمصر بعدالة ونزاهة الموقف المصري والعربي تجاه القضية الفلسطبنية، وعلي الشعوب العربية أن تكون علي مستوي الوعي بحجم المؤامرة الأمريكية، وأن يتم حصار امريكا في كل المنطقة العربية قبل أن تحاصرنا.
أوقفوا ضخ استثماراتكم في بنوك الأعداء، قاطعوا منتجاتهم، ضعوهم في حجمهم الحقيقي، وكفاكم خوفا وإتباعا، فقد حان وقت العزة وكفاكم ذلا وهوانا، وعلي الإعلام المصري أن يكون أكثر وعيا وجدية وأن يحترم عقول هذا الشعب، فهو اذكي منكم جميعا، دعوه يصدقككم مرة واحدة، وإلي مصرنا الحبيبه أقول:
الشعب ودع غفلته ...قال كلمته رغم الحصار
طلع النهار علي ضحكتك...فلتضحكي
مادمتي قادره ...ع البكاء أن يندحر
مادمتي بتفلي الحديد وبينصهر
وعرفت ليه رغم الدموع ف عنيكي نهر
لساكي قادرة تضحكي.
-------------------------
بقلم: سعيد صابر