في حادث مأساوي ألقى موظف شاب في دار الأوبرا المصرية بنفسه في النيل، لينتحر، بعدما ترك من خلفه رسالة، وجهها إلى أحد زملائه في العمل، وهو الأمر الذي تسبب له في ضغوط نفسية شديدة، وأزمات إدارية ومالية، جعلته يتخذ قراره بإنهاء حياته.
وقال نص رسالة الموظف المنتحر : "رسالة من مظلوم إلى ظالمه: ستراني في عقوق أبنائك.. ستراني في غدر من حولك.. ستراني في هجر أصحابك.. ستراني في دعائك الذي لا يستجاب.. ستراني في أحلامك المحطمة والتي لا تتحقق.. ستراني في مرضك وضعفك وفشلك.. والله العظيم أسألك بأنك ستراني". وذيل الموظف رسالته موقعًا: "المرحوم هاني عبدالقادر"، قبل أن يتجه إلى النيل ليلقي بنفسه فيه.
زميلته المطربة في دار الأوبرا إيناس عز الدين، نعت هاني وقالت أن أحد زملائه في العمل توفي فور علمه بانتحار زميله، الذي وصفته بأنه "خلوق ومحترم".
وقالت المطربة، في منشور لها عبر موقع "فيسبوك" إن زميلها بأنه تعرض لظلم كبير، وحذرت مما وصفته بـ"بيئات العمل السامة". وطالبت إيناس عز الدين وزارة الثقافة بفتح تحقيق عاجل في الملابسات المحيطة بالواقعة، موضحةً أن المسؤولين يجب أن يتحملوا عواقب أي تقصير حدث.
وأصدرت دار الأوبرا المصرية بيانًا نعت فيه هانى عبد القادر، الموظف في الإدارة العامة للمراسم والبروتوكول، أكدت خلاله اتخاذ إجراءات صرف المستحقات المالية لأسرته ودراسة دعمهم ورعايتهم، بما يليق بجهوده طوال مدة خدمته.
وأوضحت الدار، في بيانها، أن الأوبرا المصرية حققت لنفسها مكانة مميزة على الساحة الإبداعية بفضل إخلاص وتفاني أبنائها العاملين بمختلف إداراتها، لذلك فإن ما يتم تداوله حاليًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حول ملابسات رحيله قيد التحقيق.
كما أمر وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، بتشكيل لجنة بهدف فتح تحقيق عاجل في وفاة الموظف، بعدما ترك رسالته التي وجهها إلى أحد زملائه في العمل. وأعرب الوزير، عن تعازيه القلبية لأسرة الفقيد، مؤكدا على أهمية متابعة الحادث وتقديم الدعم لعائلته.
أما شقيق الموظف، هاني عبد القادر، فأدلى بتصريحات تثير الشكوك حول رواية الانتحار، مشيراً إلى أن أحد زملاء هاني قد زار عائلته في اليوم الذي يزعم فيه حدوث الانتحار، وأعطى ابنته الصغيرة محفظة والدها وهاتفه المحمول، معلنًا أنه في مشوار وسيعود قريبًا.
فيما أكد الشقيق أن هاني كان شخصية كتوماً، لا يتحدث عن تفاصيل عمله، وأن الرسالة التي قيل إنه تركها تتحدث عن الظلم ليست بخط يده، ما يزيد من حجم الغموض حول ما حدث.
كما أشار إلى أن شقيقه لم يكن يعاني من أي مشاكل نفسية أو ضغوط، بل كان يحمل هم أسرته ويقوم بأداء صلاته بانتظام، مطالبًا بفتح تحقيق شامل حول الحادث، لأنه يشير إلى وجود شبهة جنائية في وفاته.
وتباشر النيابة العامة بشمال الجيزة الكلية، تحقيقات موسعة في الحادث للوقوف على كافة ملابساتها إذ قررت النيابة ندب الطب الشرعي لتشريح جثة المتوفي لتحديد سبب وتوقيت الوفاة عقب نقلها إلى مشرحة زينهم.
كما قررت النيابة، إجراء تحليل مخدرات للمتوفي لبيان مدى تعاطيه أية مواد مخدرة من عدمه وطلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة.
وكانت غرفة عمليات النجدة بمديرية أمن الجيزة، قد تلقت بلاغًا من الأهالي بقفز شخص في مياه النيل بمنطقة إمبابة، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية مدعومة بقوات الإنقاذ النهري.
وتبين أنه موظف أقدم على إنهاء حياته لمروره بأزمة نفسية عقب فصله عن العمل، وجرى انتشال الجثة ونقلها إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة. تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات.