04 - 05 - 2025

باحثون ومثقفون عمانيون ومصريون يؤكدون عمق العلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان ومصر

باحثون ومثقفون عمانيون ومصريون يؤكدون عمق العلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان ومصر

أكد باحثون ومثقفون عمانيون ومصريون عمق العلاقات التي تربط بين بلديهما، والتي تمتد لآلاف السنين وتعكس شراكة استراتيجية وموروثًا حضاريًا مشتركًا. واشاروا خلال ندوة "عُمان ومصر.. وئام أزلي" التي عقدت ضمن فعاليات الدورة 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب إلى أن العلاقات بين سلطنة عمان ومصر ضاربة في أعماق التاريخ، وتتعزز بإستمرار، في ظل تنسيق المواقف إزاء القضايا المختلفة. وشددوا على أن هذه العلاقات تعد نموذجًا للوئام والتعاون المستمر، وتستند إلى إرث حضاري مشترك يُثري الحاضر ويمهد لمستقبل أكثر إشراقًا

تحدثت الباحثة د.بدرية النبهانية، مديرة تحرير مجلة إشراڨ عن "اللبان العماني"، ودوره كجسر تجاري وثقافي بين حضارة الفراعنة وبلاد بونت. وقالت إن اللبان كان يُستخدم في الطقوس الدينية المصرية، مؤكدة محاولات البعض السيطرة على طريق اللبان لتحقيق أطماعهم التوسعية، مما يعكس أهمية هذه السلعة في العلاقات الحضارية بين الدول.

من جانبه تناول الباحث العماني د. بدر العبري موضوع تأثر العمانيين بحركات الإصلاح في مصر التي قادها أعلام مثل: جمال الدين الأفغاني؛ ومحمد عبده، مشيرا إلى أن وكالة الجاموس" التي دعمت الطلاب العمانيين في الأزهر الشريف، كانت جسراً للتواصل العلمي والثقافي بين الشعبين

وسلط د. إبراهيم سلامة، المتخصص في تاريخ عُمان والجزيرة العربية الضوء على شخصيات عمانية تركت بصمات مؤثرة في التاريخ المصري، مثل يزيد بن حاتم، الذي تولى حكم مصر في العصر العباسي، حيث ساهم في تطوير البنية التحتية ودعم الثقافة، مؤكدًا أن هذه الشخصية تمثل رمزًا للترابط بين البلدين.

وبدوره أكد د. ممدوح الدماطي، وزير الآثار المصري أن هناك أثار متعددة تؤرخ للعلاقات التاريخية بين البلدين، مشيرًا إلى النقوش المصرية التي توثق رحلة "الملكة حتشبسوت إلى بلاد بونت" لجلب اللبان.

وفي ذات تأطير العلاقات التاريخية التي تجمع بين سلطنة عُمان ومصر، احتفي صالون أحمد بن ماجد الثقافي بسفارة سلطنة عُمان لدى مصر بتدشين كتاب “اليزيد بن حاتم المهلبي” للمؤلف د.إبراهيم سلامة. وأكد السفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير السلطنة المعتمد لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية في كلمته في حفل التدشين أن هذا العمل بعد إضافةً قيمةً للمكتبة التاريخية، حيث يُسلِّط الضوء على شخصية تاريخية بارزة، والي مصر في العصر العباسي، اليزيد بن حاتم المهلبي، الذي كان قائدًا عسكريًا ناجحًا وسياسيًا بارعًا.

وأشار إلى أن الكتاب يُبرز عمق العلاقات التاريخية بين عُمان ومصر، مُبيِّنًا الروابط الثقافية والحضارية التي جمعت بين البلدين عبر العصور. وقال إنَّ تسليط الضوء على هذه الشخصية يُعزِّز فهمنا للتاريخ المشترك ويُؤكِّد على الأواصر المتينة التي تربط بين الشعبين الشقيقين، مثمنا الجهود التي بذلها الدكتور إبراهيم سلامة في إعداد هذا الكتاب القيم، متطلعا إلى أن يكون مرجعًا مهمًا للباحثين والمهتمين بالتاريخ العربي والإسلامي.

في هذا السياق، نظَّمت سفارة سلطنة عُمان بالقاهرة ندوة تاريخية وملتقى علميا لتعزيز الروابط الثقافية والعلمية بين البلدين، حيث أُشيد خلال الفعالية بعمق العلاقات التاريخية والثقافية بين عُمان ومصر، وأُكِّد على أهمية مثل هذه الأعمال في توثيق التاريخ المشترك.