جاءت مشاهد أهالينا فى غزة وهم يسرعون الخطى نحو الشمال فى قمة الفرح والسرور والنشاط بالعودة إلى ديارهم وبيوتهم التى يعلمون يقينا أنها أصبحت أطلالا.. جاءت لتكذب ماحاول البعض إلصاقه بالفلسطينيين عبر عشرات السنين بأنهم فرطوا فى أراضيهم وباعوها، مما أدي لقيام دولة إسرائيل التى ارتكبت عشرات المجازر الوحشية قبل وبعد قيامها، وما الوقائع منذ أكتوبر ٢٠٢٣ ببعيدة عن ذاكرة الإنسانية...
مشاهد الفلسطنيين وهم يهرولون إلى مسقط رأسهم، ويستعينون على طول الطريق ووعورته وحواجزه بالغناء لغزة وتقبيل أرضها، جاءت كأبلغ رد على الرئيس الامريكى دونالد ترامب الذى دعا إلى تهجير أهالى غزة لمصر والاردن ودول أخري، بحجة أن غزة لم تعد صالحة للحياة.. للاسف الشديد لم يفكر ترامب رجل الأعمال وتاجر العقارات والعملات المشفرة - والذى لم يخجل من التباهى صراحة بقدرته الفائقة على ابتزاز أشقائنا فى دول الخليج - فى دعوة زعماء دول العالم لبدء حملة لإعادة إعمار غزة وتعويض أهلها عما عانوه من بطش وقذف الطائرات الأمريكية الصنع.
مواطن فلسطينى من الذين ينهبون الارض سعيا للوصول إلى شمال غزة وجه رسالة واضحة لترامب: نحن نتمسك بأرضنا ولن نقبل التهجير لا لمصر ولا للأردن ولا لأي مكان فى للعالم سنعيش ونموت فى غزة حتى لو تحولت بيوتنا إلى أطلال...
مواكب الفلسطنيين المتجهة إلى شمال غزة تؤكد أنهم شعب الجبارين وشعب الصامدين وشعب الصابرين وشعب الأرض المباركة وشعب المسجد الاقصى أولى القبلتين وثانى المسجدين وثالث الحرمين...
بالنسبة لى ذكرتنى مشاهد الغزاويين بنفرة الحجيج وضيوف الرحمن من عرفات إلى مزدلفة...نفس النشاط ونفس الفرح ونفس الألسن الشاكرة والحامدة لرب العالمين...
أتمنى أن تكون هناك مبادرة عربية إسلامية لمد يد العون لأهلنا فى غزة وإعادة إعمارها.. وأحسب بل وأجزم أن هذا من واجب وحق على الدول العربية والأسلامية تجاه أشقائهم فى فلسطين التى عانت كثيرا من الظلم والقهر والمعايير الدولية المزدوجة، التى تخلط الاوراق وتري فى مساعدة المعتدي قمة النبل والاحترام لحقوق الانسان
واثق أن مبادرة إعادة اعمار غزة ستري النور لو تم الانصياع للأمر الالهى من جانب الدول العربية والاسلامية: الأقربون أولى بالمعروف.
----------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج