تحت شعار " السينما والذاكرة" ، تعتزم جمعية "السينما والتاريخ" بمراكش المغرب، تنظيم المهرجان السينمائي، الدورة الأولى، ابتداء من 24 إلى 27 يناير 2025 الجاري.
وقد جاء المهرجان استجابة لما وعدت به الجمعية منذ تأسيسها، إذ عملت الجمعية على التوطئة له بندوة فكرية قاربت فيها مجموعة من القضايا المتعلقة بالعلاقات المتشابكة بين السينما والتاريخ، وهي الندوة التي التقت مع المخرج عبد الرحمان التازي وعرضت فيلمه التاريخي المستقى من رواية "جارات أبي موسى"ولاقت قبولا حسنا من الجمهور المتعطش للسينما ذات الرهان الثقافي والأفكار المعززة لهذا الاختيار السينمائي.
ولتوطيد الهوية الثقافية السينمائية للجمعية، عملت مؤخرا على تنظيم لقاء فكري حول الأعمال الكتابية للمخرج السينمائي سعد شرايبي حيث تناولت شذرات من حياته وعلاقته بالسينما، وأيضا التحولات المفصلية التي عرفتها السينما المغربية عبر تاريخها.
في هذا السياق يأتي المهرجان كي يعمق الأسئلة التي ما فتئ يتم طرحها حول قضايا الهوية المغربية ذات النسيج المتنوع والمتعدد الذي يعززه العمق التاريخي المغربي، وتقاليده الراسخة، وطرائق الاشتغال عليها بصريا وسينمائيا.
وقد صرح الناقد والمترجم المغربي د.محمد آيت لعميم بأن هذه النسخة الأولى، سواء في المستوى الفيلمي أو الندوة الكبرى أو الورشات التي ستقام في مجموعة من المؤسسات التربوية، إضافة إلى التمرينات واللقاءات والاحتفاء بالممثلين المغاربة الذين شاركوا في أفلام تاريخية مغربية أو عربية أو عالمية، تطمح إلى الكشف عن طبيعة التعاطي السينمائي مع موضوعة المقاومة في الذاكرة المغربية، وما مدى التأثير الذي أحدثته هذه الأفلام في الوجدان المغربي؟ وهل بالفعل حققت السينما المغربية في هذا المجال ما نصبو إليه، أم أن الذاكرة المغربية ما زالت في حاجة ماسة لتغطية جوانب منسية عبر السرد الفيلمي؟.
وقال بالإضافة إلى هذه القيمة التي تسعى إلى وصل المشاهد المغربي مع ماضيه القريب والبعيد فيما يتعلق بالأدوار التي اضطلع بها المغاربة في المقاومة بجميع أنماطها وأنواعها، فإن المهرجان يراهن أيضا على الوقوف على النوعية الجمالية التي عملت هذه الافلام على اجتراحها، إذ السينما تقاس بنمط الإبداعية الجمالية وعمق المقاربة الفنية وأصالة الموضوع الذي تقاربه.