05 - 05 - 2025

وزارة التربية والتهذيب

وزارة التربية والتهذيب

رأيت وسمعت كما رأت مصر وسمعت ما كان من اعتداء فتيات (بمدرسة كابيتال التجمع) على زميلة لهن وكسرهن أنفها! وأعلم كما تعلم مصر كلها أن هذه الواقعة ليست الاستثناء الشاذ، فقبلها فى أول العام الدراسى قتل طالب زميله بإحدى مدارس بورسعيد، وما بين قتل النفس أول العام وكسر الأنف منتصف العام وقعت كثير من وقائع البطش والعدوان من طلاب على زملاء لهم لكنها لم تصور ولم تبلغ الإعلام فسُكت عنها كأنها لم تكن.

وإنى لأزعم متيقنًا أن هذه الواقعة مثال خاص على حالة عامة قائمة طوال العام المدرسى من عنف الطلاب بعضهم ببعض صغارًا وكبارًا، ومسارعتهم إلى التشاتم والتضارب والاقتتال وسوء الأخلاق، كأنما هم طائفة من الوحوش النافرة أو السباع الضارية!

وإن أُولَى تكليفات وزارة التربية والتعليم المؤتمنة عليها هى التربية والتأديب والتهذيب، إذًا فواجب الوزارة أن تعالج حالة عامة تفشو فى أخلاق وطبائع ملايين الطلاب فى عشرات الألوف من المدارس فى سائر أرجاء القُطر المصرى، وذلك لن يكون بإلقاء أوامر وتكليفات على المديرين والمعلمين، بل بأن تُجعل حصص وحلقات دراسية ومحاضرات متوالية متتابعة تخصص لتعليم الطلاب حُسن القول، والتأدب فى الطلب، وضبط النفس، واستعمال الأخلاق الفاضلة فى معاملة أقرانهم، وألا يسارع أحدهم إلى البطش والعدوان، وأن يمسك لسانه عن السخرية والسباب والتنابز بالألقاب، مع تفويض الإخصائى الاجتماعى وإدارة المدرسة باتخاذ ما يرونه لتأديب المسىء وضبط المنفلت، وإلا كانت المدارس مراتع للجرائم ومصانع للمجرمين.
--------------------------------
بقلم: محمد زين العابدين
[email protected]

مقالات اخرى للكاتب

حَضَروا!