05 - 05 - 2025

ماستر سين | لعبة السيناريو.. كتاب يرشدك لتعلم فن السينما

ماستر سين | لعبة السيناريو.. كتاب يرشدك لتعلم فن السينما

بداية مبشرة للعام الجديد على مستوى المكتبة الفنية؛ فقد صدر متزامنا مع هلال العام الجديد وقبل أيام من انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب عدة كتب مهمة أذكر منها: كتابا عن الفنان الكبير توفيق الدقن "المظلوم حيا وميتا" لإبن شقيقه رشدي الدقن، وكتاب آخر مهم عن عالم نجيب محفوظ "أحب رائحة الورد" للكاتبة الكبيرة سهام ذهني، وفي كلا الكتابين إبحار فني وكواليس تنشر لأول مرة، ثم يأتي هذا الكتاب المرجعي لفن السيناريو، والذي يكتسب أهمية مضاعفة لكون مؤلفته هي الأستاذة الأكاديمية المرموقة دكتورة ثناء هاشم، فهي كاتبة سيناريو وأستاذ أكاديمي بالمعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون بالقاهرة والعديد من الجامعات المصرية والعربية، وليست صفتها الأكاديمية فقط هو ما يجغل الكتاب مهما، بل إنها أيضا حصدت العديد من الجوائز ككاتبة سيناريو لأفلام روائية طويلة وقصيرة وهي مدير مهرجان الإبداع العربي.

بهجة السينما 

نجحت المؤلفة في تبسيط هذا العلم ليصل إلى القارئ والمتخصص على حد سواء وهو ماكنا نحتاجه بعد مرور سنوات طويلة على مؤلفات المؤرخ الكبير أحمد الحضري وترجمات عديدة معظمها أكاديمي.

لقد أصبحت السينما في مصاف العلوم الإنسانية العليا في العالم، بعد أن تنبأ لها تولوستوي الأديب الروسي العظيم، في بداية القرن العشرين، وبعد سنوات قليلة من ظهورها كاختراع وفن، أنها ستصبح كتابة الغد، وعبر سنوات من تطور ونضج السينما، انتشرت معاهد ومدارس وكليات السينما بشكل كبير في كافة بقاع الأرض، لتخرج أجيالا جديدة من المتخصصين يعملون في هذه الصناعة المعقدة (صناعة الأفلام) والممتعة في ذات الوقت بشكل احترافي رفيع، ويكملون مسيرة الآباء المؤسسين العظام الذين دفعوا أثمانا باهظة لكي يؤسسوا ويثروا هذا الفن العظيم.

حكايات وتجارب

ومنذ تسعينيات القرن الماضي وظهور مصطلح الصناعات الإبداعية، واختلاط وسائط الحكي وتطور التقنيات أصبح كل من يعملون في مجالات الفنون والإعلام، وكل من يحلمون بأن يصبحوا صناع أفلام ويقدموا حكاياتهم وتجاربهم للعالم، بحاجة ملحة لأن يتعلموا كيفية كتابة السيناريو وكيفية إتقان الـ "ماستر سين"، ذلك الفن الذي لم يتحول لحرفة ومهنة إلا بعد ثلاثين عاما تقريبا من ظهور السينما، والذي يعتبر العمود الفقري لأي فيلم.

ولعل ما نحتاج إليه لتأسيس علوم السينما وتخريج أجيال جديدة مبدعة ـ ليس معرفة القواعد الاحترافية لكل تخصص من تخصصات صناعة السينما فحسب، مثلما لا يمكننا اعتبار أي شخص ملم بعلوم الموسيقى مؤلفا موسيقيا عظيما، إنما الهدف الذي تبناه هذا الكتاب كشف ألغاز حرفة السيناريو، بجانب الإلمام بالقواعد الأساسية لصنع عمل فني درامي جيد بشكل عام يجمع بين متعة الفرجة ومهارة البناء، يجب فهم طبيعة الفن وألياته وفلسفة وجوده، وهو أن يصنع المبدعون أعمالا فنية تسهم بشكل عميق في أن يصبح العالم أكثر جمالا ونبلا وإنسانية

كيف نحكي

في علم السيناريو ليس مهما ما نحكيه، المهم كيف نحكيه، وهو جوهر تعلم فن السيناريو، فحرفة السيناريو ليست إتقان وصفة لصناعة منتج ما، وإنما بجانب الموهبة يتعلم كاتب السيناريو كيف يعتصر الحياة ليخرج منها حكايات تعيش وتبقى، فالأفلام ليست نقلا حرفيا للواقع، وإنما إعادة تشكيل لعناصر السرد الأساسية، ومكونات الحكاية السينمائية، لخلق واقع جديد موازي للواقع الذي نعيشه، مفعم بالتجارب والأفكار، في إطار من المتعة والوعي، وكل فيلم جديد هو تجربه فريدة لصانعه.

فنحن منذ نشأة السينما وحتى الآن، مازلنا أسرى المتعة اللذيذة التي تعترينا ونحن نشاهد الواقع معروضا أمامنا في صور صارخة بالحقيقة. 

بقي أن أقول أن عنوان الكتاب جاء موفقا "لعبة السيناريو" ومن أسباب قربه للقاريء المتخصص والمتذوق.
----------------------
بقلم: طاهر البهي

مقالات اخرى للكاتب

ماستر سين | محمد بيومي .. أبو السينما المصرية