تتواصل عروض مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح في الفترة من 8 إلى 15 الجاري وتستضيفه العاصمة العمانية مسقط. لتشكل حالة من الإبداع المشتبك مع أزمات الوجود الإنساني في ظل فوضى فوى الحرب وما تخلفه من دمار نفسي وجسدي ومعرفي وثقافي على كل ما يحيط بالإنسان. الأمر الذي يؤكد أن الفنان المسرحي العربي ليس بعيدا عن مجريات الأحداث هنا أو هناك في أي مكان بالعالم.

عرض "سيرك"

يسلط عرض "سيرك" للفرقة الوطنية العراقية للتمثيل، تأيف وإخراج د.جواد الأسدي، الضوء على التصدع والتفكك في المجتمعات الإنسانية وترصد إنهيارات المدن المتحضرة وتحويلها إلى رماد في نزعة وحشية قاسية لإبادة الناس وتهجيرهم من بيوتهم إلى منافي جديدة شديدة الوحشة والمرارة،، يظهر ذلك من خلال فرضية وجود سيرك تهدمت واجهته الجنوبية خلال حرب دموية أطاحت بشخوصه الذين يلعبون أدوارهم أمام جمهور احتشد عن شباك التذاكر؛ المسرحية في مضمونها توضح ذلك النسيج بين الإنسان والحيوان في رسم ملامح الشراكة الروحية والفنتازية في تشكل الحكاية، عبر أنسنة الأحداث وتضاداتها الفكرية والجمالية.

عرض "ماكبث المصنع"

عرض "ماكبث المصنع" لفريق كلية طب القاهرة. مصر، مأخوذ عن مسرحية ماكبث شكسبير، إعداد وإخراج محمود ابراهيم الحسيني، الذي أكد أن العرض معالجة عصرية لماكبث شكسبير، في إطار  تسيطر عليه الحداثة، مما يثير تساؤلات فلسفية حول الطمع والقوة والتكنولوجيا، وبدلا صمن الساحرات التقليديات يعتمد المخرج على شخصية "مدركة" وهي تطبيق ذكاء صناعي ليكون هو المرشد الغامض لماكبث ليحقق طموحاته على حساب أخلاقه وسلامته الشخصية، يقوم العمل على تقنيات مسرحية حديثة، ليعكس إيقاع الحياة الباردة داخل المصنع، ليكون صرخة ضد الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي.

عرض "المؤسسة"

عرض "المؤسسة" لمسرح الصواري البحريني، والمأخوذ عن نص أنطونيو باييخو، إعداد وإخراج عيسى الصنديد.

يأخذنا في رحلة لاكتشاف المكان من خلال غرفة، تتشارك فيها شخصيات لها هموم ثقافية وعلمية مختلفة، ومع تسلسل الأحداث تتبدد فقاعة الوهم، لنكتشف أننا كنا نرى بعيني توماس المصاب بانفصام في الشخصية، ونحس بأحاسيسه وأن الأمر فى “الحقيقة” يتعلق بزنزانة في السجن، يتقاسمها سجناء ينتظرون موعد إعدامهم، وتعود هذه الأحداث لفترة الحرب الأهلية الاسبانية حيث فقد باييخو أباه بعد إعدامه رمياً بالرصاص ثم وجد نفسه في السجن محكوماً عليه بالإعدام.

عرض "البخارة"

عرض "البخارة"التونسي. تأليف صادق الطرابلسي والياس الرابحي، إخراج صادق الطرابلسي.مستوحى من أحداث وقصص حقيقية، تعالج المسرحية حياة عائلة تونسية تكافح ضد الموت في الحياة اليومية، محاصرة في فوضى تامة من الإقصاء وغياب تطبيق القانون، عندما يتحول مصنع المدينة لمعبد للموت، حيث تندفع الأرواح بغزارة، وتتحول المدينة إلى مقبرة، في هذه الجنة المسمومة، رائحة الموت تعم المكان، الجنة السامة آخر مسمار في نعش الوطن، الوطن المجروح بكارثة بيئية، لا مفر ، إما أن تعيش في غفوة لطيفة ووهم ساحر، أو تموت بصمت.