بحضور نخبة من الكتاب والناشرين والفنانين والصحفيين أقيم حفل إطلاق وتوقيع أحدث إصدارات الكاتب المصري أحمد القرملاوي، رواية "الأحد عشر" الصادرة عن دار "ديوان" بمقر "قنصلية" في وسط البلد.
أدارت اللقاء السيناريست يسر طاهر، وأعقب النقاش احتفال صغير بالكاتب.في بداية اللقاء، أعلن أحمد زكي المدير التنفيذي لمنصة "اقرألي" عن صدور الفصل الأول من الرواية صوتياً بالتزامن مع صدور الرواية ورقياً عن "ديوان"، على أن تصدر الرواية الصوتية كاملة بعد أسبوع. ورداً على سؤال تكرر بين الحضور عن سبب اختيار قصة يوسف وأبناء يعقوب لتكون نواة الرواية قال القرملاوي: "استفزتني بساطة رسم الشخصيات، حيث يتم تصوير يوسف باعتباره الخيِّر الطيب الجميل دوماً، بينما يجسد إخوته الشر المطلق.
أردت تقديم القصة من وجهة نظر هؤلاء الأشرار، وفهم دوافعهم. وعندما بدأت البحث وجدت قصة جديدة غنية بالدراما في التوراة، وهي قصة داينا أخت يوسف، وقد أسرتني، وأثناء الكتابة خلقت عالمها الخاص وأصبحت هي الخط الرئيسي للسرد في الرواية".
كما صرَّح بأنه اختار منذ البداية تقنية الدمج بين القالب المسرحي والسرد الروائي، كخطوة تمهيدية قد تمنحه الشجاعة لكتابة نص مسرحي خالص في المستقبل، ولهذا اقتصد في الوصف والسرد الروائي واعتمد تقنية الحوار بين الشخصيات في بناء الشخصيات وتطوير الأحداث، حتى يضمن أن يتجانس الشكل المسرحي مع السرد الروائي. أحمد القرملاوي، روائي وقاص ومترجم ومعماري، صدرت له مجموعتان قصصيتان هما "أول عباس" و"قميص لتغليف الهدايا"، وخمس روايات هي "التدوينة الأخيرة"، "دستينو"، "أمطار صيفية"، ونال عنها جائزة الشيخ زايد للكتاب عام ٢٠١٨، و"نداء أخير للركاب"، التي حازت جائزة أفضل رواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠١٩، و"ورثة آل الشيخ" التي نال عنها جائزة كتارا للرواية العربية عام ٢٠٢١. تُرجمت أعماله إلى الإنجليزية والإيطالية والبرتغالية والأوكرانية.
...
في روايته الجديدة "الأحد عشر" يعيد القرملاوي سرد قصة أبناء يعقوب التاريخية من وجهة نظر الأشرار تلك المرة، لكنه لا يكتفي بالزمن القديم، الذي تتوه فيه البطلة داينا في إحدى الممالك، ثم يقع الاعتداء عليها من الأمير وهو في حالة من فقدان الوعي، قبل أن ينتبه، ويعرف أنه آذى واحدة من أجمل الحوريات. يكتب القرملاوي كذلك قصة دينا (لاحظ تشابه اسمي البطلتين) في الزمن الحاضر، وهي حكاية غريبة كذلك، فقد كانت شخصية في رواية مؤلفٍ ثم فوجئ بها تقفز من الورق إلى الحياة وتصبح إنسانة من لحم ودم. وقد ظهرت قدرات القرملاوي الكبيرة في الربط بين القصتين في قصة ثالثة إطارية.
العنوان "الأحد عشر" مأخوذ من سورة يوسف والآية التي تشير إلى إخوته "أحد عشر كوكباً" وهناك إشارات بامتداد صفحاتها عن قصة يوسف. ولكن الرواية تتجاوز قصة يوسف وقصة أبناء يعقوب لتأخذ القراء في رحلة مثيرة في عوالم ساحرة غنية بالحكايات الثرية في تاريخ الآشوريين والكنعانيين والحضارات المجاورة.
اختار القرملاوي في هذه التجربة مزيجًا من تقنية الكتابة المسرحية والروائية ومزج بين الحاضر والماضي.
يقول القرملاوي في حوار صحفي: "أردتُ أن أربط عالم الرواية بتلك القصة التي بدأتْ منها الرحلة، قصة يوسف، فهؤلاء هم نفس الإخوة الذين حاولوا التخلص من أخيهم من قبل، تربطهم نفس العلاقة المعقدة مع أبيهم يعقوب، وتُحيط بهم نفس البيئة الشحيحة والطبيعة القاسية، والتنافسية العنيفة، وفي هذا الربط فرصة لفَهْمِ الشخصيات فهمًا أعمق، واستيعاب العالم الذي تدور فيه الأحداث دون الحاجة لمزيد من التفاصيل، فطالما أن الحكاية لها جذور تاريخية، فإن الربط مع هذا التاريخ المعروف يساعد في استيعاب العالم واختصار الشرح اللازم لاندماج القارئ. وثمة سبب آخر شخصي، هو رغبتي في دمج القصتين حتى أنتهي تمامًا من إخوة يوسف ولا يُعاوِدون الإلحاح عليَّ حتى أكتب قصتهم في وقت لاحق".