05 - 05 - 2025

ماذا يريد الشعب؟ (٢٦) | أسئلة مشروعة

ماذا يريد الشعب؟ (٢٦) | أسئلة مشروعة

لاشك أن كل ما يحيط بالوطن الغالى من تحديات جمة ومخاطر متعددة من كل الاتجاهات الجغرافية تنفيذا للمخططات والمصالح الاستعمارية، وما حدث ويحدث فى غزة والضفة ولبنان واليمن وأخيرا وليس آخرا سوريا، يجعلنا ننظر جديا فى إعادة تقييم الوضع الداخلى المصرى وذلك لمواجهة تلك التحديات الداخلية والخارجية. كما أن الظروف التى مر بها الوطن بعد ٣٠ يونيو والتى أجلت الكثير مما كان يجب أن يحدث من تغييرات وذلك لمواجهة الهجمة الإرهابية التى كانت ولازالت لاتريد سلامة الوطن. نقول الآن يجب أن ننفض عن أنفسنا حالة الكسل المعتادة والتى تجعلنا نترك الامور إلى مراحلها النهائية فتكون الأمور أصعب.

من المعروف أن السياسة مفهومها البسيط هو مشاركة الجماهير فى اتخاذ القرار، عن طريق إبداء الرأى والرأي الآخر والمشاركة فى اختيار ممثلى الشعب دون وصايا على ذلك الاختيار. فهذه هى البداية للسير فى الطريق الصحيح لكل مناحى الحياة اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ..الخ ، وهذا يتطلب حياة حزبية صحيحة تمارس دورا سياسيا فى إطار الدستور والقانون. ومن المعروف أن حياتنا الحزبية ليست بخير طوال تجربتنا الحزبية ومنذ البداية مع تعدد المسميات الحزبية!! وذلك لغياب حياة حزبية تولد بالشكل الطبيعي وليس بالطريقة الصناعية. كما أنه بعد يناير ٢٠١١ تم إعلان مسميات لأحزاب لاعلاقة لها بالأحزاب ولا بالحياة السياسية، مما جعل الحياة الحزبية بلا دور حقيقى فى الحياة السياسية. وفى ذلك المناخ كان تكوين حزب مستقبل وطن كحزب أغلبية عددية فى البرلمان لكى يقوم بأدوار اجتماعية فى المقام الأول لا علاقة لها بأى دور سياسى حقيقى.

هنا كان من الطبيعى والحتمى النظر فى تلك القضية وفى النظام الانتخابي، خاصة أننا على أبواب انتخابات البرلمان هذا العام، فكان الحوار الوطنى الذى لم نر حتى الآن قرارات تجسد توصيات الحوار على أرض الواقع. فوجئنا وقبل تحديد النظام الانتخابى بإعلان حزب تحت مسمى الجبهة الوطنية.

هنا لكى تكون هناك شفافية ومصداقية ورأى ورأى آخر لصالح الوطن والمواطن وحتى لا نعطى الفرصة للمتربصين بالوطن، انتظارا وأملا فى تكرار أحداث سوريا فى مصر. والأهم لمواجهة الشائعات التى أصبحت الآن من أخطر الأسلحة الموجهة للوطن مما يتوجب ويستوجب سرعة الرد على هذه الشائعات أيا كان مصدرها وأيا كان موضوعها.

هنا، من حق الرأى العام أن يسأل بلا أى حساسية . هناك أقوال أن هناك جهة سيادية وراء إدارة حزب مستقبل وطن، وان هناك جهة سيادية أخرى وراء حزب الجبهة المصرية. هل هذا الكلام له مصداقية؟ خاصة أنه لايجب أن تكون هناك أدوار غير متوافقة تمام التوافق بين الأجهزة ومؤسسات دولتنا العميقة التى هى الحماية الحقيقية أوقات الخطر؟ وهل من صالح الحياة الحزبية والسياسية هذا؟ واذا كان الأمر غير صحيح (وأتمنى ذلك لصالح الوطن) فلماذا لانعلن ذلك بكل شفافية؟ كما أنه إذا كان تشكيل مستقبل وطن تم بصورة معينة، فلماذا يتم إنشاء حزب الجبهة الوطنية بنفس الطريقة ولصالح من؟ وهل سيكون هناك توافق ام صراع بين الحزبين، خاصة أن هناك قيادات كانت فى مستقبل وطن أصبحت من المؤسسين للجبهة!! وهل الجبهة حزب أم تحالف لعدة أحزاب بل قل لعدة توجهات سياسية؟ وما هو ذلك البرنامج الحزبى الذى سيجمع هذه التوجهات؟ مع العلم أن هناك قيادة مؤسسة للجبهة جاء بتصريح لا معنى سياسى له، فقد قال إن الجبهة ليست مع الحكومة أو ضدها وليست معارضة أو مؤيدة ولا تسعى للحكم وليست لها أيدلوجية !!! إذن ماذا ستكون؟ هذه أسئلة تثار فى الشارع، ومن المفيد للوطن وسلامته حسم الأمور وتوضيح الغموض والرد على الشائعات حتى لا نترك الأمور لردود أفعال لا نضمن نتائجها. 

مصر تحتاج التوحد الوطنى الذى لن يكون بغير حرية التعبير وإبداء الرأى فى إعلام يكون فى صالح الوطن أولا وأخيرا. 

حمى الله مصر وشعبها العظيم، مصر كل المصريين .
------------------------
بقلم: جمال أسعد


مقالات اخرى للكاتب

الفكر الديني والمؤسسات الدينية