مرة أخرى وبعد أكثر من 7 أشهر، نفتح من جديد ملف نوادي "روتاري" الدولية، وخروجها عن أهدافها وإعلان رئيسها الدولي السابق "جوردن ماكينللي"، في وقت سابق من 2024 انحيازه الواضح للكيان الصهيوني في عدوانه على الفلسطينيين في حرب الإبادة على غزة، والتي ما زالت قائمة حتى الآن، وراح ضحيتها أكثر من 50 ألف شهيد، ومئات الألاف من الضحايا، وتدمير ما يفوق 60% من مباني القطاع، وتدمير شامل للبنية التحتية، بما في ذلك المنظومة الصحية.
ورغم حملة الاعتراض على موقف "ماكينللي"، والذي يمثل وقتها موقف "روتاري الدولي"، ومن تحته كل نوادي روتاري حول العالم، لم يعتذر بوضوح "ماكينللي" عن موقفه، ولم يصدر أي بيان رسمي، يؤكد فيه تراجعه عن هذا الموقف المنحاز، وكانت الملاحظة الأكثر غرابة هو عدم اتخاذ موقف من "نوادي روتاري" مصر بعدم الإعلان عن موقف واضح ضد هذا الانحياز، مثل مواقف نوادي أخرى في عالمنا العربي، وهو ما تسبب في قيام بعض الأعضاء بالاستقالة، انطلاقا من موقفين الأول أنه يتعارض مع الموقف الشعبي المصري الرافض للعدوان الصهيوني، والثاني أنه يتعارض مع الموقف الرسمي للدولة المصرية، وعالمنا العربي، والعديد من دول العالم.
ومن الأمور التي كانت غريبة هو قيام رئيس روتاري الدولي السابق "جوردن ماكينللي"، بزيارة إلى مصر، في عز أزمة العدوان الصهيوني على غزة، وعدم تقديم خلفية عن مواقف رئيس روتاري الدولي والتي هي تمثل بالتالي موقف المنظمة الدولية، من هذا العدوان، على اعتبار أنها منظمة ذات نشاط انساني ومجتمعي، ووقتها التقى بعدد من المسؤولين في مصر، بينهم أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، ووزير الصحة، ووزيرة التضامن الإجتماعي وقتها، وغيرهم، وعندما أثير الأمر إعلاميًا، أكد بعض ممن التقاهم "ماكينللي" عدم معرفتهم بالموقف المنحاز للكيان الصهيوني، بل وصل الأمر أن حذف موقع الجامعة العربية كل الأخبار عن لقاء أبو الغيط مع "جوردن ماكينللي".
وثار جدل إعلامي واسع وشديد في بدايات الأزمة ومخاطر الانحياز في موقف الروتاري الدولي لإسرائيل وهو الموقف القائم دون توضيح حتى الآن، بالرغم من التغييرات التي جرت على قيادة "الروتاري" الدولي، بتولي الدكتورة "ستيفاني اورشيك" في يوليو 2024، مهام رئاسة روتاري الدولي، وعدم صدور أي بيان رسمي بشأن موقفها من استمرار العدوان الصهيوني حتى اللحظة، وسط مخطط صهيوني يستهدف تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها، وإبادة شاملة لشعب.
والأهم من وجهة نظرنا وقتها هو موقف نوادي روتاري المصرية من هذا الموقف الغريب، من "جوردن ماكينللي، ثم ما أعقب ذلك من ترحيب مبالغ فيه عند زيارته لمصر خاصة من قيادات روتاري مصر، وذلك في مارس من العام الماضي 2024، وترتيب لقاءات له مع مسؤولين حكوميين ودبلوماسيين، وظهور تليفزيوني على شاشات مصرية رسمية، قبل عشرة حوالي عشرة أشهر وتحديدا في مارس، تزامنًا مع رمضان الماضي.
ومؤخرًا صدرت أخبار رسمية عن زيارة مرتقبة ستقوم بها الدكتورة "ستيفاني أورشيك" رئيسة الروتاري الدولية لمصر خلال شهر يناير الجاري، ضمن جولة إقليمية، وهي بدأت مؤخرًا بزيارة إلى أوغندا من يوم الأحد الماضي في زيارة تستمر لمدة أسبوع، حيث ستشارك في أنشطة مختلفة خلال زيارتها إلى أوغندا.
ومن المقرر أن تزور "أورشيك" مصر ضمن جولة بالمنطقة، ومن هنا نثير عدة تساؤلات تحتاج الإجابة عليها، مع إثارة علامات استفهام وتنبيهات وقد تصل إلى التحذير، مع الشفافية، لتحديد موقف "روتاري الدولي" من قضايا المنطقة الراهنة، واستمرار العدوان الصهيوني على غزة، والذي امتد إلى لبنان وسوريا واليمن، ومناطق، وهي أسئلة تحتاج إلى مواجهة رئيسة الروتاري الدولي الحالية "ستيفاني أورشيك"، بها لتحدد موقف المنظمة من هذه العدوان، والذي لم يتغير ببيان رسمي حتى الآن.
ولن يقبل أحد بأن يخرج علينا أي شخص ويقول أن" "ستيفاني أورشيك" ليست لها علاقة بما أعلنه الرئيس السابق "جوردن ماكينللي"، وأنه يعبر عن نفسه، بل ما صدر جاء بصفته رئيس الروتاري الدولي، وفي بيان رسمي يحمل اسمه وصفته، أي هو موقف الروتاري الدولي ومن يقع تحت مظلته، ولم يصدر عنها حتى الآن اس بيان تصحيحي لموقف هذه المنظمة بالرغم تصاعد وتيرة الإبادة الجماعية التي أدانها العالم أجمع ومختلف المنظمات الدولية.
كل ما نطالب به قيادات روتاري مصر، مع اقتراب زيارة رئيسة روتاري الدولي "ستيفاني اورشيك" إلى مصر، الإعلان عن موقف واضح بمطالبة، "اورشيك" بتصحيح موقف "روتاري الدولية"، والذي جاء على لسان رئيسها السابق، من قضية العرب الرئيسية بشأن هذا العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة، والذي وصفه من قبل رئيس روتاري الدولي السابق بعبارات تقترب من أنه دفاع عن النفس!.
وننبه بأن تحويل الزيارة لاحتفاء رسمي، كما حدث مع زيارة "جوردن ماكينللي" في مارس الماضي دون الدعوة والمطالبة بتصحيح الموقف، سيكون له ردود أفعال واسعة.
ما نثيره في هذه السطور من مطالب أقل من يقال عنها أنها وطنية، ولا يقلل من جهود "روتاري مصر وأعضائه"، وإن اختلفت البعض حولها، ومن المهم التأكيد على مبادئ المنظمة والتي تتركز على عدم التدخل لا في السياسة ولا في الدين، وعدم الانحياز لطرف سياسي في القضايا الدولية، وهو ما ظهر بوضوح في موقف الرئيس السابق لروتاري، والذي يحتاج لتصحيح بمطالبة من "روتاري مصر" وبما تمتلكه من ثقل استنادَا لموقف الدولة المصرية.
ونذكر الجميع بما طالبنا به سابقًا، من "نوادي روتاري مصر"، بالانفصال عن الروتاري الدولي أسوةً بما حدث من بعض أندية روتاري تونس، وهو ما زال مطلبًا قائمًا، حال أصر الروتاري الدولي في ظل رئاسته الجديدة على موقفه المتعنت إزاء العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني، وكفى الروتاريين الإحتفاء برئيستهم ومنظمتهم فيما بينهم.
-------------------------
بقلم: محمود الحضري