تظاهر عشرات آلاف المواطنين الأتراك في إسطنبول بجسر غلطة، اليوم الأول من يناير 2025، احتجاجًا على الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، مطالبين بوقفها بعد ما يقارب من 15 شهرًا من النزاع.
ونظمت المسيرة تحت شعار “أمس آيا صوفيا، اليوم الأموي، وغداً الأقصى”، بمشاركة أكثر من 400 منظمة مجتمع مدني بتركيا.
وانطلقت المسيرة من ساحات آيا صوفيا والمساجد الأخرى، حيث تجمع المواطنون وساروا في موكب كبير نحو جسر غلطة، حاملين رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني واستنكاراً للانتهاكات المستمرة في غزة.
جاءت التظاهرة في وقت حساس، ليبعث برسالة قوية في بداية العام الجديد تدعو المجتمع الدولي إلى التدخل لحماية الشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عن القمع والانتهاكات المستمرة ضد المدنيين في غزة.
وقد اختارت هذه المنظمات هذا التوقيت بعناية، ليكون حدثًا مهيبًا يحمل في طياته رسالة تدعو إلى إيقاظ ضمير الإنسانية، والتأكيد على أن ما يجري في غزة لا يمكن أن يستمر بلا تدخل فعال من قبل العالم لتأمين السلام والعدالة.
كما أعرب المتظاهرون عن استنكارهم للعنف المستمر وطالبوا بوقف فوري للهجمات على غزة، معتبرين أن هذا الصراع لا يُمكن أن يستمر على حساب الأرواح البشرية البريئة.
الحشد الكبير في إسطنبول، الذي توافد من مختلف المناطق التركية، حمل لافتات باللغتين التركية والعربية، ولوحوا بأعلام فلسطينية ورفعوا شعارات تطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.
وشدد المتظاهرون على ضرورة احترام حقوق الإنسان وضرورة تحقيق العدالة الدائمة في المنطقة.
وفي كلمته خلال الفعالية، أدان بلال أردوغان، رئيس مجلس أمناء وقف “إيلم يايما” وعضو المجلس الاستشاري الأعلى في “TÜGVA”، الجرائم المستمرة ضد الفلسطينيين، قائلاً: “لا يظن أحد أن تركيا غافلة. نحن هنا بغضبنا واحتجاجاتنا ودعواتنا. غزة ليست وحيدة، وفلسطين ليست بلا نصير، وسوريا ليست بمفردها. نحن هنا، تركيا موجودة.”
وتعد هذه المظاهرة، التي نُظمت في أحد أبرز المواقع السياحية والتاريخية في إسطنبول، بمثابة إعلان تضامني مع غزة، وهي جزء من حملة أوسع تحشدها منظمات المجتمع المدني التركية، والتي تتضمن فعاليات أخرى على مدار الأشهر المقبلة، من أجل إبراز القضية الفلسطينية على الساحة الدولية والعمل على تحقيق حل عادل للصراع في الشرق الأوسط.