06 - 05 - 2025

دقيقة لُغوية يكتبها عزت سلامة العاصي: (24) «السنة والعام»

دقيقة لُغوية يكتبها عزت سلامة العاصي: (24) «السنة والعام»

لا شك أن ثمة اتفاقًا على كون السنة والعام يعبّران عن فترة زمنية مدتها 365 يومًا تقريبًا، أو 12 شهرًا، وعدهما البعض من المترادفات في اللغة العربية، إلا أن هناك من رأى أن العام أخص من السنة، بمعنى أن العام يبدأ من أول المحرم إلى نهاية ذي الحجة، أو من بداية يناير إلى آخر ديسمبر..

بينما السنة من أي وقت خلال شهر ما، إلى الوقت نفسه من الشهر نفسه في السنة التي تليه، فعندما تبدأ السنة المالية مثلًا أول يوليو 2024 تنتهي 30 يونيو 2025، ومن ثم يقولون إن كلَ سنةٍ عامٌ وليس كلُ عامِ سنةً..  

لكن الاختلاف الأصلي بين السنة والعام جاء في محكم التنزيل، إذ اتُفق على أن العام ذُكر في القرآن الكريم دالَا على أيام الرخاء والنعيم وانفراج الهم وجلب الخير والسرور، بينما جاءت السنة مع الأوقات الشاقة والشِّديدة والحزينة..

فقال الله تعالى في مُحكم تنزيله:

(تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا..)، أي سبع سنوات من العمل الشاق وبذل الجهد، والتعب، وبعدها قال عز وجل:

(ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ..)، أي عام فيه الراحة والفرج بعد الضيق والمعاناة، اللذين مر بهما الناس في السنوات السبع التي سبقته.

ومن ثم قول الله سبحانه وتعالى:  

(فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا)  يدلُ على المشقة والتعب الشديد اللذين عاناهما سيدنا نوح عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام، وهو يدعو قومه لعبادة الله.

لذا من الأفضل أن نقول: "كل عام وأنت بخير" لا "كل سنة وأنت طيب".

وعام جديد سعيد بإذن الله..

دقيقة لغوية