05 - 05 - 2025

ساعة مع الرئيس

ساعة مع الرئيس

تخيلتنى أدركت الفرصة وجلست إلى الرئيس ليسمعنى، فبادرته قائلاً : أن من يريد بناء دولة كمصر وفى نفس ظروفها الإقتصادية والدولية، فعليه أولاً أن يعلن الإصطفاف الوطنى لكل فئات الشعب والقضاء على الفرقة والخلاف، ولن يتأتى ذلك إلا بالإصلاح السياسى الحقيقى والجاد، فالوقت يدهمنا والأعداء كثر ويتربصون بنا، وسلامة الوطن فوق الجميع، وأن يكون هناك حوار حقيقى على الأرض يشارك فيه كل من إستبعدوا من الحوار المزعوم، وأن ينتهى بأجندة توافق شعبى تخلق مناخاً جديداً لا مجال فيه للأفاقين وأصحاب المصالح، وأن يتم النظر إلى فوضى الحياة السياسية والفراغ السياسى الذى تسببه تلك الأحزاب الوهمية، ويا حبذا لو إندمجوا جميعاً في كتلتين أو ثلاث على الأكثر (فكرة الإئتلاف) وبعد خلق مناخ سياسى مستقر تبدأ عملية البناء الحقيقى لمصر القوية يساهم فيها الجميع، وأن يتم إعلان مشروع النهضة المصرية في كل المجالات، الصناعة والزراعة والصحة والتعليم ، وأما عن الاقتصاد فهناك موارد كثيرة مهدرة سمعنا عنها الكثير ولم نر لها أثراً كالسيليكون والرمال السوداء، وكلها لو أحسن استغلالها ستضيف إلى الناتج القومى أرقاماً هائلة، والأهم من ذلك كله القضاء على الفساد الذى ضرب الكثير من المؤسسات والأفراد، نعم الجميع كلنا يُطالنا الإتهام بالفساد والتقصير حتى المواطن البسيط تدينه سلبيته في أداء دوره تجاه مجتمعه.

سأقول أيضاً للرئيس: أنه أن الأوان أن نتصارح بلا وجل وليعترف كلٌ منا بتقصيره، وحانت لحظة شجاعة الإعتراف، فنحن نريد لأوطاننا السلامة، فلماذا لا نُغير بهدوء وبدون أن تنزف الأوطان مزيداً من الوقت على حساب الأمل المنتظر، وأقولها بصراحة لا نريد ثورات ولا نريد مزيداً من الجراح، نريد بناء هذا الوطن بالتحاور ، نختلف بهدوء لنبنى بلادنا ولنصنع الأمل، فهل لدينا من الشجاعة لنفعل ذلك .

وأسأله: لماذا لا يجلس الرئيس مع المفكرين والكتاب وهم أصحاب الرؤى والحلول، وليسوا بالضرورة أن يكونوا أهل تخصص، فهم بالفكرة وأهل التخصص من ينفذون تلك الرؤى، ولماذا لا يكون هناك مجلس حكماء يُمد الرئيس بالمشورة السليمة، لأنه للحقيقة ليس لدينا مجالس نيابية ذات فاعلية تذكر، ومن يقول غير ذلك هو محض إفتراء يرقى للخيانة، فلا وقت للمراوغة والعبارات الجميلة.

ربما يغضب الرئيس من صراحتى لكنها الحقيقة وأصبح الصمت عارا بل ذنبا لا يغتفر، بقى الأمن والدفاع ، آن لنا أن نتعامل كشعب بوعى مع هاتين المؤسستين وأن نخرجهما من كل خلاف سياسي، وهم ليسوا ملائكة، فهم منا ونحن منهم وعلى الجميع أن يتطهر من أوزاره، فهل نملك شجاعة الاعتذار لهذا الوطن، فكلنا أخطأنا في حقه ولا أستثنى منكم أحدا ، فهل يسمعنى الرئيس؟! 

وإلى الشعر :

ولأنى أقسم بالبلد ... ولأنى أومن بالولد

قد يأتي يوم بالصباح ... بالخبز وحليب نقى طاهر

من ضرع أوهام القصيد الخالدة
--------------------------
 بقلم: سعيد صابر

مقالات اخرى للكاتب