22 - 06 - 2025

سفارة الهند بالقاهرة تنعى رئيس الوزراء الأسبق مانموهان سينج وتفتح سجلًا للتعازي

سفارة الهند بالقاهرة تنعى رئيس الوزراء الأسبق مانموهان سينج وتفتح سجلًا للتعازي

أعلنت سفارة الهند بالقاهرة، ببالغ الحزن والأسى، وفاة الدكتور مانموهان سينج، رئيس وزراء الهند الأسبق، الذي قاد البلاد خلال الفترة من 2004 إلى 2014. 

وأكدت السفارة في بيان رسمي تقديرها الكبير للإسهامات البارزة التي قدمها الراحل في خدمة الهند وشعبها خلال مسيرته السياسية الطويلة.

وفي إطار تكريم ذكراه وتقديرًا لدوره الوطني، أعلنت السفارة فتح سجل للتعازي في مقرها بالقاهرة. 

وقالت السفارة في بيانها  إن السجل سيكون متاحًا لاستقبال المعزين يومي 30 و31 ديسمبر 2024، من الساعة 10:00 صباحًا حتى 4:00 مساءً، لمن يرغب في تقديم واجب العزاء.

وتتوجه السفارة بخالص الشكر لكل من شاركها في هذا المصاب الجلل، مؤكدة أن إرث الدكتور مانموهان سينج سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.


مسيرة أكاديمية وسياسية متميزة


يُعتبر الدكتور مانموهان سينج، الذي شغل منصب رئيس وزراء الهند الرابع عشر، من أبرز الشخصيات التي جمعت بين الفكر الأكاديمي والقيادة السياسية. 

عُرف بإخلاصه في العمل، وتواضعه، ونهجه العلمي في التعامل مع القضايا المختلفة.

وُلد الدكتور سينج في 26 سبتمبر 1932 بقرية في إقليم البنجاب بالهند غير المُقسمة آنذاك. 

بدأ مسيرته الأكاديمية بالحصول على شهادة الثانوية العامة من جامعة البنجاب عام 1948، ثم تابع دراسته في جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، حيث حصل على درجة الشرف الأولى في الاقتصاد عام 1957.

 في عام 1962، حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من كلية نافيلد بجامعة أكسفورد. 

أصدر كتابه “اتجاهات التصدير الهندية وآفاق النمو المستدام” عام 1964، الذي وجه نقدًا مبكرًا للسياسات التجارية الهندية القائمة آنذاك.

بدأت مسيرة الدكتور سينج الأكاديمية في جامعة البنجاب ومدرسة دلهي للاقتصاد، كما عمل لفترة قصيرة في سكرتارية مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، وهو ما مهد الطريق لتوليه منصب الأمين العام للجنة الجنوب في جنيف بين عامي 1987 و1990.

انضم الدكتور سينج إلى الحكومة الهندية عام 1971 كمستشار اقتصادي في وزارة التجارة، قبل أن يصبح كبير المستشارين الاقتصاديين بوزارة المالية عام 1972. 

شغل مناصب بارزة في القطاع العام، منها سكرتير وزارة المالية، ونائب رئيس لجنة التخطيط، ومحافظ البنك المركزي الهندي، ومستشار رئيس الوزراء، ورئيس لجنة المنح الجامعية.

تولى منصب وزير المالية من 1991 إلى 1996، حيث قاد إصلاحات اقتصادية شاملة أعادت تشكيل الاقتصاد الهندي. 

وتُعتبر هذه الفترة نقطة تحول بارزة في تاريخ الهند الاقتصادي بفضل رؤيته وقيادته الحكيمة.

خلال مسيرته الحافلة، حصل الدكتور سينج على العديد من الجوائز والتكريمات، من أبرزها وسام “بادما فيبهوشان”، ثاني أعلى وسام مدني في الهند (1987)، وجائزة آدم سميث من جامعة كامبريدج (1956). 

كما حصل على جوائز دولية مثل “أفضل وزير مالية” من مجلتي “آسيا موني” و”يورو موني”، إلى جانب درجات فخرية من جامعات مرموقة مثل كامبريدج وأكسفورد.

مثل الدكتور سينج الهند في العديد من المؤتمرات الدولية، بما في ذلك اجتماع رؤساء حكومات الكومنولث في قبرص عام 1993، ومؤتمر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فيينا.

في مسيرته السياسية، كان عضوًا في مجلس الشيوخ الهندي منذ 1991، وشغل منصب زعيم المعارضة بين عامي 1998 و2004.

 تولى رئاسة الوزراء لأول مرة في 22 مايو 2004، ثم استمر في منصبه لولاية ثانية عام 2009.

ترك الدكتور سينج إرثًا سياسيًا وأكاديميًا غنيًا، وهو اليوم يُذكر كرمز للنزاهة والعمل الدؤوب، ينجو من رحيله زوجته السيدة جورشيران كور وثلاث بنات.