22 - 06 - 2025

السفير موطلو شن: تعاون مصري-تركي متنامٍ ودور محوري لدول المنطقة في إعادة إعمار سوريا

السفير موطلو شن: تعاون مصري-تركي متنامٍ ودور محوري لدول المنطقة في إعادة إعمار سوريا

أكد السفير التركي لدى القاهرة، صالح موطلو شن، خلال مقابلة مع قناة “العربية”، على أهمية العلاقات المتطورة بين مصر وتركيا، مشيرًا إلى أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمصر مرتين هذا العام تعكس مستوى التعاون المتنامي بين البلدين.

 كما أشار إلى أن هذا التعاون يمثل نموذجًا للشراكة الإقليمية لتعزيز التنمية في شرق المتوسط.

أوضح السفير شن أن مجموعة الثمانية (D-8)، التي تأسست بمبادرة من رئيس الوزراء التركي الأسبق نجم الدين أربكان، تهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية بين الدول الإسلامية ذات الاقتصادات الناشئة. 

وأشاد بنجاح القمة التي انعقدت في القاهرة هذا الشهر، معتبرًا أنها كانت “تاريخية” بعدما مهدت لانضمام أذربيجان كعضو جديد.

وأكد السفير أن الرئيس أردوغان كان سعيدًا بحضور القمة كضيف للرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن مصر اتخذت موقفًا إيجابيًا تجاه تعزيز التعاون الإقليمي والدولي ضمن هذه المجموعة.

تحدث السفير مطولًا عن الأزمة السورية، مؤكدًا أن تركيا ترى سوريا كدولة شقيقة وجارة، حيث تشارك معها حدودًا طويلة تمتد لأكثر من 900 كيلومتر. 

وأوضح أن تركيا تأثرت بشكل مباشر بالأزمة السورية على مدار 13 عامًا، مشيرًا إلى استضافة تركيا نحو أربعة ملايين لاجئ سوري وتحملها تهديدات إرهابية مستمرة.

وأضاف أن بلاده تسعى إلى رؤية سوريا موحدة ومستقرة، مع ضمان سيادتها وسلامة أراضيها، مشددًا على أهمية محاربة التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” و”PKK”. ودعا إلى التعاون بين دول المنطقة، بما في ذلك مصر والسعودية والأردن، لإعادة إعمار سوريا ومساعدة الشعب السوري في تحديد مستقبله.

أكد السفير شن أن تركيا ملتزمة بتقديم المساعدات الإنسانية ودعم جهود إعادة الإعمار في سوريا بالتعاون مع الدول العربية والمجتمع الدولي. 

وأشار إلى أن هذا يشمل بناء المنازل والمستشفيات والمدارس والبنية التحتية الأساسية لتمكين اللاجئين من العودة الطوعية والآمنة.

وفيما يتعلق بالتنسيق مع الدول العربية والغربية، أوضح السفير أن الأولوية لدول المنطقة، مثل تركيا ومصر والسعودية، للتعاون مع اللاعبين الدوليين لدعم الإدارة السورية الحالية. 

وأضاف أن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، يخطط لزيارة دمشق قريبًا لضمان تنسيق الجهود الإنسانية وإعادة الإعمار.

وحول طبيعة الدور التركي في سوريا، نفى السفير شن أي نوايا تركية للهيمنة، مشددًا على أن بلاده تعمل بالتعاون مع الدول المجاورة والشركاء الإقليميين لمساعدة الشعب السوري والحكومة السورية في تحقيق الاستقرار والتنمية.

أكد السفير التركي أن العلاقات المصرية-التركية تشكل ركيزة أساسية للاستقرار في شرق المتوسط، وأن التعاون المتزايد بين البلدين يعزز الجهود المشتركة لتحقيق التنمية والسلام في المنطقة، مشددًا على أن المرحلة المقبلة تتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة التحديات وتحقيق مستقبل أفضل لسوريا والمنطقة بأسرها.