قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، في تصريحات لها اليوم الجمعة، إن أنظار العالم تتجة حاليًا نحو سوريا، بعد سنوات طويلة من الحرب الأهلية الوحشية التي بدت بلا نهاية، هناك أخيرًا بصيص أمل بمستقبل يمكن فيه للشعب السوري، رجالًا ونساءً من جميع الخلفيات العرقية والدينية، أن يعيشوا معًا بأمان.
وأشارت بيربوك إلى الاحتفالات في شوارع دمشق وحلب وحمص بعد فرار “الطاغية الأسد، لكنها في الوقت ذاته لفتت إلى القلق المتزايد في مدينة كوباني، حيث يخشى السكان تجدد أعمال العنف.
وأضافت أن هذا يُظهر أن السلام لم يتحقق بعد، وأن مستقبل سوريا ما زال معلقًا بخيط رفيع.
وأكدت الوزيرة أن الشعب السوري تحمل معاناة لا توصف، ليس فقط بسبب نظام الأسد، ولكن أيضًا بسبب إرهاب تنظيم داعش وغيره من القوى العنيفة.
وقالت: إذا كانت سوريا ترغب في تحقيق السلام، فإنه يجب الآن بدء عملية حوار سوري-سوري تشمل جميع المكونات الرئيسية في المجتمع. من خلال خطتنا المكونة من ثمانية بنود، نحن نمد يدنا لسوريا لدعم سياسة مسؤولة تخدم مصلحة جميع السوريين.
وشددت بيربوك على أهمية التزام ألمانيا بقيمها، مؤكدة أن دعم سوريا لا يخدم فقط القيم الإنسانية، بل يصب أيضًا في مصلحة السياسة الخارجية الألمانية.
وأوضحت: لقد أثبتت الحرب الأهلية أن زعزعة استقرار سوريا تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، مع تداعيات وصلت حتى أوروبا. لهذا السبب، يجب أن نهتم بما سيحدث في سوريا بعد الآن.
وفيما يتعلق بإعادة إعمار سوريا وعودة اللاجئين، أكدت بيربوك أن لا أحد يجب أن يعيش في خوف من الاضطهاد”، مشيرة إلى أن هذا الأمر يصب أيضًا في مصلحة الحكومة التركية التي تستضيف أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري.
وأوضحت الوزيرة سبب زيارتها لتركيا قائلة: أسافر إلى تركيا اليوم لأن استقرار سوريا يتطلب جهدًا مشتركًا من المجتمع الدولي، علينا جميعًا أن نسير في نفس الاتجاه لتحقيق هذا الهدف. يجب ألا تصبح سوريا لعبة في أيدي القوى الخارجية أو حقل تجارب للقوى المتطرفة، من يسعى لتحقيق السلام في المنطقة عليه أن يحترم وحدة سوريا الترابية.
وأضافت أن المناقشات ستشمل أيضًا قضايا السلام في أوروبا وقضايا الأمن الإقليمي الأخرى.