مؤسس فرقة المصريين في ذكرى 47 عاما على انطلاقها:
- نجحنا لأن عيوننا كانت دوما صوب الجمهور وليس "الترند والدولار"
- حقوقي عن "زحمة يادنيا زحمة" كفيلة أن تحقق لي الثراء!
احتفل الموسيقار الكبير هاني شنودة أمس الأحد بمرور 47عاما بالتمام والكمال على ميلاد أول فرقة جماعية مصرية في 8 ديسمبر 1977 تتغنى بالتراث والكلمات المصرية الخالصة، فرقة "المصريين"، وان كان سبقتها فرقة أخرى، الا أن الأخيرة كانت تعتمد على الكلمات والالحان اللبنانية، والأجمل أن أكثر من نصف أغاني "االمصريين" تتحدث بلسان حال الفتاة المصرية في أشد أوقات اضطهادها وممارسة التمييز القبيح ضدها.. المشهد تقدم التهنئة لمؤسسها الفنان الجميل الموسيقار هاني شنودة وتحاوره لنحكي جانبا من سيرتها مع صور حصرية تنشر للمرة الأولى ..
* كيف ترى هذا التاريخ .. 47 عاماً على مولد "المصريين"؟
- أصارحك أنني لست متعوداً على النظر إلى الخلف، ولا حتى الحاضر؛ فأنا مشغول دوما بالمستقبل، أن أسبق العصر ولا أجاريه، وأتذكر هنا ما قاله معارضو "أينشتاين" عندما قالوا له إنك لا تستطيع قياس الزمن، فعندما يشير مؤشر الساعة إلى التاسعة، يتحرك بعدها مباشرة إلى زمن آخر، وأرى أن الحاضر خدعة من خدع اللغة، ولذلك أنا سعيد هذه الأبيسببيبأيام ولكني لست متفاجئا من إقبال الشباب على أغاني الفرقة بعد مرور كل هذه السنوات من خلال منصات الاستماع، ويظهر ذلك من خلال التحميلات على الإنترنت وأيضا عبر مؤشر محرك جوجل للبحث ..هكذا أخبروني وهكذا ألاحظ في معاملاتي اليومية
أنا كنت دائما في المستقبل وأدخلت العلوم الموسيقية في ألحاني للفرقة، وهو ما يجعلني لا أتوقف وهناك "حاجات لذيذة بنحضر لها".
مع إيمان يونس اول نجمة لفرقة المصريين
* اتهموك أنك تقدم القالب الغربي في ألحانك للمصريين؟
- يا عزيزي ( من أقرب الكلمات إلى لسان هاني شنودة "ياعزيزي" التي استمعت إليها كثيرا بنغمات مختلفة في حواري معه وسنقوم بعدها سويا) علوم الموسيقى ليس بها غربي ولا شرقي، عظماء الموسيقى المصرية إستفادوا من التطور الغربي الذي حدث للآلات والألحان، نحن نجحنا لأن عيوننا كانت مصوبة تجاه الجمهور، فنجح الألبوم الأول "بحبك لا" عندما آمن بنا الشاعر العظيم صلاح جاهين وقال أن ما قدمناه كان ثورة في الأغنية المصرية، فالذي كان سائداً وقتها أن الحبيب يتعذب بحبه ويتذلل لمحبوبه، ويتغزل بمنديل حبيبه، نحن انتقلنا إلى أرض الواقع، كنت ماسك ميزان دهب بين حقوق الأحباب وبين التقاليد.
* ولكن عينكم كانت على انتزاع جمهور من "البنات" بشكل واضح مش عارف ليه؟
- طبعاً – لأن البنت المصرية كان واقع عليها ظلم في هذه الفترة – 1977 ومابعدها – وأنا عملت أغنية باعتبرها دستور الفتاة في هذه الفترة بيقول مطلعها: بنات كتير كدة من سني/ بيغيروا مني / مع أني / مش أحلى منهم بصراحة / لا عندي لبس آخر موضة / ولا في الأوضة / صورة لنجم عينيه سودا .. من كلمات الشاعر العظيم صلاح فايز .. وأغنية ثانية تقول / حرية والدنيا حرية / لا أتحكم في حبيبي ولا يتحكم فيا ..
ثم يلتفت إلي وتلمع عيناه قائلاً: إنت تعرف إننا اتكلمنا عن الخلع قبل القانون بثلاثين سنة! تقول الغنوة على لسان المرأة: أنا باديك الحق تسيبني / وقت ما قلبك يسلى / الحب مسئولية .. ثم يصفق هاني شنودة قائلاً: هذا هو العبقري صلاح جاهين.
(كنا مطلبا جماهيريا)
* أسأله: لماذا هذا التبني الواضح لقضايا المرأة في وقت مبكر وكأن عينك على المستقبل؟
- يا عزيزي (2) نحن كنا أكبر الداعمين للمرأة في وقت كنا نغرد فيه لوحدنا، ليس المرأة وحدها بل والأسرة المصرية، فقلنا: (الفرق ما بيني وما بين والدي / مسألة السن، بيقولوا لما كان قدي / كان زي الجن)
وعن العلاقات الإنسانية قلنا: الحب ده إحساس / والكره ده إحساس / في علاقتي بكل الناس.
هاني شنودة صورة من الشباب
* ظهوركم كان في قمة انفراد المطرب النجم الأوحد بجمهوره، وكان على الساحة عبد الحليم حافظ لا يزال صوته يتردد بشدة في الفترة التي أعقبت رحيل جسده .. أنتم انتصرتم للعمل الجماعي.. هل كان هذا سهلا؟
- ياعزيزي (3) فرقة المصريين درس في العمل الجماعي، لأننا كنا مطلبا جماهيريا وشبابيا.
(سوء حظ)
* الملاحظ أنك تبنيت عددا كبيرا من المواهب خاصة من الأصوات النسائية .. ولكنهن لم يستمررن؟
- ضاحكاً: يا عزيزي (4) إحنا عندنا أغنية بتعمل عكوسات [متحسبوش يا بنات إن الجواز راحة] كل ما تغنيها مطربة تتجوز وتقعد في البيت!!
وأنا كنت أقول من غير إنزعاج: أن فرقة المصريين مثل القطار، اللى عايز يكمل مشواره معاها يتفضل، وأيضاً اللى عايز ينزل في أي محطة يتفضل برضه، إحنا أكاديمية مصغرة تيجي تتعلم فيها العمل الجماعي، واحترام المواعيد عندي أهم من الموهبة، يأتي بعد ذلك الثقافة العامة ثم التدريبات الصوتية، ومن تريد لنفسها مكاناً آخر تسيب مكانها لغيرها.
وأظن أن مراكز الإبداع والأكاديميات سلكت نفس الطريق.
ثم يضيف كمن تذكر شيئا: مين كان يعبر عن شقاوة البنت بهذه الصورة: ماشية السنيورة / كده كده هو / عايزالها صورة / بصت للعدسة / راحت مكسورة!!
صورة حصرية من ألبوم هاني شنودة
(فضل فاتن حمامة)
* دخولك مجال الموسيقى التصويرية كان له قصة أنا أعرفها؟
- طيب اتفضل جاوب وأنا أسأل يا عزيزي (5) ومع ذلك هفوت عليك الفرصة!
هي بدأت بمكالمة من منتج قاللي الست "تونة" عايزاك تكلمها، ولأنني أعلم أن الست "تونة" هي الرائعة فاتن حمامة فلم أصدق، ولكني ذهبت للموعد، وجدت المونتيرة العظيمة رشيدة عبد السلام والمخرج القدير هنري بركات، وحددت لي السيدة فاتن حمامة (16) ملاحظة عليَّ أن أتجنبها في موسيقاي لفيلمها، وحددنا أماكن الموسيقى في الفيلم، وانتهيت من عملي، لأفاجأ بترحاب كبير من سيدة الشاشة العربية كان من نتيجتها أنني قدمت الموسيقى التصويرية لنحو عشرين فيلماً لها.
* ما هو حلمك حالياً يا عزيزي (أنا)؟
- حلمي هو القضاء على القرصنة الإلكترونية، ولو جاءتني حقوقي عن ما تم سرقته سوف أصبح مليارديراً، ولن ياتي هذا إلا بتدخل قوى من الدولة، فأغنية واحدة لحنتها تحقق لي الثراء وهي "زحمة يا دنيا زحمة" التي أعيد توزيعها عالمياً في دول كثيرة.
-------------------------
حوار: طاهر البهي
هاني شنودة مع طاهر البهي الكاتب بصحيفة المشهد