06 - 05 - 2025

اليوم التالي.. وما أدراك باليوم التالي؟

اليوم التالي.. وما أدراك باليوم التالي؟

قلت عشية " طوفان الأقصي " في مقابلة تلفزيونية ، أن المنطقة بعد 7 أكتوبر ، لن تكون كما كانت قبل 7 أكتوبر ، وأن معادلات كثيرة سوف تتعدل .

واليوم ، وقلبي مثقل بمشاهد الدمار والدماء ، في فمي ماء كثير .

كتبت  كذلك ذات يوم بعد ثورة 25 يناير :" أن أخطر يوم في الثورة ، هو اليوم التالي لنجاحها" .

أن ما يحدث في سوريا اليوم يبدو كأنه "رومنتادا" للثورة السورية التي واجهت وحشية رد فعل النظام ،وأدت إلي موت نصف مليون شخص ، فضلا عن عشرات الآلاف من المعتقلين ، وهجرة حوالي 4 مليون مواطن سوري ..

تمثال حافظ الأسد في ساحة الأمويين يسقط .. كما سقطت تماثيل في مدن أخري.

لقد شاهدت ذلك التمثال ، ووقفت أمامه ذات يوم متسائلاّ :" لماذا يحرص الطغاة علي بناء التماثيل لشخصهم وهم يحكمون ، رغم ما تحمله كتب التاريخ من قصص سقوط التماثيل والأصنام ؟" ...ألا يقرأون ؟..

ولا أخفيكم أنني شعرت أن ذلك التمثال لن يستمر في مكانه طويلاً .

أما عظماء القادة الذين تقيم الشعوب تماثيل لهم  بعد وفاتهم ، فأنها تبقي تذكارا للحكم الرشيد علي مر السنين .

أثق في تحضر الشعب السوري ، لذا أرجو أن يسود العقل ، وأن ينجح الأشقاء في نزع نزعات الإنتقام والأحقاد ، وأن تمر المرحلة الإنتقالية بأقل قدر من الخسائر لحين إعادة بناء وهيكلة المؤسسات السورية ..

وانصحهم بحسن معاملة الجنود ، وإعادة تأهيلهم من جديد لخدمة الوطن ، فليس ذنب هؤلاء أن الساسة يخطئون .

وليس افضل من أن نستعيد تحذير الله سبحانه للبشر : "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ".

وكما قال الرسول الكريم :" إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يُفْلِته" .
---------------------------
بقلم: معصوم مرزوق
* مساعد وزير الخارجية الأسبق


مقالات اخرى للكاتب